الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتباطي بمنزل أبي يخيفني من الزواج، فهل من حل لذلك؟

السؤال

عمري 31 سنة، وأعيش مع والدي، ومنذ فترة مرضت والدتي، وتأثرت لذلك كثيرا، وأصبحت أفكر كثيرا كيف ستكون حياتي بعد وفاتهم؛ لدرجة أني أصبت بالخوف من المستقبل، ومن مسؤولية الزواج؛ حيث أشعر أنني ليس لدي خبرة في الحياة.

ذهبت لدكتور فأعطاني زيروكسات 25 وستاتومين؛ وأنا مستمر عليه منذ 3 أسابيع؛ أشعر بتحسن لكن لا أستطيع أن أوقف التفكير، ولا أن أضع أهدافا لحياتي، وأخاف من فشل الزواج؛ حيث إنني مرتبط بمنزل والدي، وأشعر أني لا أستطيع الخروج منه، ولا الزواج، وبسبب الخوف أتصل بإخوتي كثيرا وأنا في العمل؛ حيث أشعر بالأمان.

أرجو المساعدة في حل عملي لمحاولة التخلص من ارتباطي بالمنزل، ولأكتسب ثقة بنفسي، وما مدة الاستمرار على الدواء؟ وهل سيؤثر عليّ بعد الزواج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل: أنت عشت في كنف والديك، والذي يظهر لي أنك عشت تحت الحماية الوالدية بصورة مطلقة، ويعرف أن مثل هذا الوضع يؤدي إلى ترابط وتأصيل وجداني كبير.

أريد أن ألفت نظرك لشيء معين: هذا الربط الوجداني الكبير بينك وبين والديك لا يعني أبداً أنك لا تملك المهارات، ولا تملك المقدرات؛ المقدرات موجودة، والمهارات موجودة، كلها دفينة في كيانك؛ لكن نسبة لخوفك من الفشل ترى أنه من الصعب جداً أن تعيش حياة مستقلة. لا، أنا أؤكد لك أنك تستطيع أن تعيش حياة مستقلة.

إذاً: أنت محتاج لتغيير فكري، فكرك خاطئ، وحين تغير فكرك تتغير مشاعرك، وتتغير أفعالك، علاجك ليس دوائيا أبداً، الدواء قد يساهم لكن بدرجة بسيطة جداً، خذ ما قلته لك أيها الفاضل الكريم، نعم هنالك ربط وجداني كبير، وعندك نوع من الاعتمادية الوجدانية جعلك تخاف من المستقبل، من المسؤولية، من الفشل من كل شيء، هذه المخاوف ليست مقررة، هذه المخاوف ليست صحيحة، أقدم على الحياة بكل قوة.

أعرف أنك الآن يجب أن تكون مشرفاً على أمور أسرتك، وعلى بر والديك، وأن تقوم بدورك الاجتماعي، وابدأ في بناء علاقات اجتماعية وطيدة، وقوية؛ رفقة المسجد رفقة طيبة، ورفقة العمل، ورفقة الجيران، وأن تجعل لنفسك مخططا تدير من خلاله حياتك، هذا مهم جداً أيها الفاضل الكريم، هذا سوف يقلل من ارتباطك بالمنزل، وسوف تكون لك ثقة كبيرة في نفسك.

لا مانع من أن تتناول الزيروكسات، وإن كنت لا أراه العلاج الأساسي، الجرعة هي نصف حبة تكفيك تماماً، تناولها يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. هذه الجرعة بسيطة، وليس لها أي تأثير سلبي على الزواج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً