الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قام أحد أصدقائي بإخافتي بالسيارة فأصبت بالخوف من الأمراض، ولم أستفد من أي علاج.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل نحو سنة قام أحد أصدقائي بإخافتي بالسيارة، وخفت ذلك اليوم، وظهرت لي أعراض بعدها مباشرة: قلق، وخوف من الأمراض بأنها ستحصل لي، وكتمة بالصدر، وكذلك انتفاخات وغثيان.

ذهبت للأطباء ليصفوا لي أدوية استخدمها لمدة معينة وأشفى، وبعد انتهاء العلاج رجع المرض، وسافرت بعدها إلى القاهرة للعلاج.

عملت منظارا، فقالوا: عندك ارتجاع والتهاب في المعدة، ووصفوا لي (pantopuzole 40mg- dogmatil 50) لمدة شهرين، عندما أكملت العلاج رجع المرض، وكأن العلاج مهدئ فقط.

ثم ذهبت إلى شيخ، قرأ علي القرآن، ولم يحصل لي شيء، ووصف لي عسل سدر، وزيت زيتون، وزيت حبة سوداء، وماء زمزم، ولكن لا يوجد فائدة.

أرجوكم أريد أن أعرف ما هو مرضي؟ وما علاجي؟ أرجوكم غاية الرجاء فقد خسرت كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاء الله حالتك بسيطة أخي الفاضل، الذي يظهر لي أن البناء النفسي لشخصيتك جعلك أكثر قابلية واستعداداً للقلق النفسي، وهذا القلق يظهر عندك في شكل مخاوف، وكذلك أعراض جسدية.

حادثة الإخافة أو التخويف الذي تعرضت لها عن طريق هذا الصديق: لا شك أنها تركت جراحات نفسية داخل نفسك، فأن يحاول أحد أن يخيفك بالسيارة ليس بالأمر السهل، وأعتقد أن ذلك تجسد وتجسم في داخل كيانك النفسي؛ مما جعلك الآن تعاني من هذه الأعراض النفسوجسدية؛ أي ما عانيت منه في الجهاز الهضمي هو أيضاً ناتج من القلق.

ما قام الأطباء في القاهرة بإعطائك من أدوية: أعتقد أنه علاج صحيح، لكن ظهرت لك هذه الهفوة والانتكاسة مرة أخرى بعد أن أكملت مدة العلاج.

الذي أراه الآن أيها الفاضل الكريم هو: أن تجعل حياتك أكثر نشاطاً على مستوى التواصل الاجتماعي، على مستوى العمل، أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة، أن تمارس أي نوع من الرياضة ككرة القدم مثلاً؛ لأنها رياضة جماعية ممتازة جداً، تزيل المخاوف بجميع أنواعها، حرصك على صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا كله سوف يغير كثيراً من نمط حياتك، وحقر فكرة الخوف دائماً وما يأتيك من شعور بأنك سوف تتعرض لخطر عظيم إذا واجهت أشياء معينة هذا الشعور ليس صحيحا، أنت إن شاء الله تعالى في أمن وأمان.

الكتمة في الصدر دائماً هي نتاج للقلق، وهي نتيجة للتوتر العضلي الذي يولده القلق كما ذكرنا، وهنا تعتبر تمارين الاسترخاء ذات فائدة وجدوى كبيرة جداً، فحاول أن تطبقها، وعليك أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب وهي تحت الرقم: (2136015) سوف تجد فيها الكثير من الإرشادات والتوجيهات الجيدة التي تفيدك في التخلص من هذه الكتمة.

أخي الفاضل، بالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنه يمكنك أن تواصل على عقار دوجماتيل، دواء ممتاز جداً، تناوله بمعدل كبسولة واحدة في الصباح لمدة 4 أشهر أخرى، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة صباح ومساء لمدة شهر، ثم توقف عنه.

يوجد علاج آخر يعرف باسم أيمبرامين هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري تفرانيل، تناول هذا الدواء بجرعة 25 مليجرام يومياً، يمكنك أن تتناوله في المساء، تناوله لمدة ستة أشهر، هو مضاد للقلق ومحسن للمزاج، ويعرف عنه حين يعطى مع الدوجماتيل أنه يزيل إن شاء الله تعالى هذه الأعراض النفسوجسدية، تناوله لمدة 6 أشهر كاملة، بعد ذلك اجعل الإيمبرامين حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً