الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع زوجي إدمانه للدردشة مع الفتيات ومشاهدة المواقع الإباحية

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع.

مشكلتي مع زوجي أنه حنون جدا وهادئ ورومنسي ويحبني، ولكنه مدمن إلكترونيات بشكل فظيع، وأنا تقبلت حياتي معه على هذا الشكل، أنه يكون طول يومه على لابتوب أو جوال أو آيباد أو غيرها، يعني يستحيل أن ينزل من يده، واكتشفت أنه يدردش مع فتيات ويشاهد أفلاما إباحية، لكني أعرف أنه لا يجرؤ على الخروج مع فتاة أو يغازل علنا، لأنه خجول جدا، لكنه يحب أن يختلي بنفسه ويتلذذ بهذه المحادثات والمواقع.

الآن لي 4 سنوات وأنا ساكتة، وحاولت منعه بطرق غير مباشرة وتخويفه، لكنه لم يتوقف ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أبعده عن الحرام؟ أو كيف أخبره أني أعلم بكل خياناته؟ وهذا الشيء يضايقني جدا، وللعلم أني صغيرة وجسمي متناسق وجميلة، وأدللـه من كل النواحي وأشبعه، لكن لا أعرف لمَ يخون!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريشة حفظها الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الثناء على الزوج، ونسأل الله أن يقر عينك بهدايته، ويبعده عن هذه المواقع المشبوهة التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، وننصحك بمزيد القرب منه والدخول إلى حياته والبحث عن القواسم المشتركة، ومشاركته في تلك الألعاب والدخول معه في العالم الذي يعيش فيه، ومشاركته الاهتمامات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

نحب أن نؤكد أن ما يحصل من الزوج هو خطأ ومخالفة شرعية لا ترضي الله تبارك وتعالى، فاجعلي همك إصلاحه واغضبي لله قبل أن تغضبي لنفسك، واعلمي أنه عاص لله قبل أن يقصر في حقك، ونحب أن نؤكد أن الاستمرار على هذا الطريق قد لا يكون فيه مصلحة، ولذلك من الضروري أن يتوقف عن هذا الوضع، ولكن نتمنى أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة، بقربك منه وابتكار أنشطة ومهام أخرى، ومشاركته في بعض الألعاب، الدخول معه هذا العالم، لأنه عند ذلك سيستحي ولن يدخل المواقع المشبوهة، ونتمنى كذلك أن تجتهدي في أن تحسني التبعل له وتستمري في الاهتمام به.

ولا ننصحك بالمواجهة بالنسبة له، لأن الطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص وإنما يبدأ مسيرة العلاج، ابدئي بدعاء الله، وبالاشتراك معه في طاعات مشتركة، بالدخول إلى عالمه، بالاهتمام أكثر، وأنت لم تقصري كما قلت ولكن أكثر وأكثر، بزينتك ومظهرك، وبالدخول إلى حياته وبإشباعه من الحلال حتى لا يبحث عن الحرام، ونؤكد أنه إذا كان يقوم بوظائفه كزوج على الطريقة المثلى، فإن هذه الآن عبارة عن مرض يكتفي فيه بالنظر إلى تلك المواقع والأشياء هذا محرم، وهذا قد يكون بدايات لما بعده، لكن لا بد أن ندرك أن الخيانة تفرق وهي درجات وهي دركات -والعياذ بالله- في هذا الميدان.

نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد وأن يقر عينك بصلاحه وهدايته ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً