الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصائح السديدة للمرأة المقبلة على الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي بنت أختي مقبلة على الزواج في هذا الصيف - إن شاء الله -، فما هي النصائح والإرشادات التي يمكن أن تقدموها لها؟

ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نهنئكم بهذا الزواج، ونهنأ بنت الأخت بهذا الزواج، ونسأل الله أن يُسعدها، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أولاً: ننصحها بإخلاص النية لله تبارك وتعالى، ووضع أهداف لهذا الزواج، فالبخاري بوّب باب (طلب الولد من أجل الجهاد)، فالإنسان ينبغي أن ينوي إنتاج الصالحين من البنين والبنات.

الأمر الثاني: عليها أن تشكر الله تبارك وتعالى الذي وفقها وهيأ لها هذه الفرصة.

الأمر الثالث: أرجو أن تحتكم في أمر زواجها وفي علاقتها بزوجها إلى أحكام وضوابط هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى.

عليها أن تعلم أن الحياة الزوجية تحتاج إلى شيء من الصبر، وتحتاج إلى حسن المعاشرة، وهي لا تتحقق إلا ببذل الندى، وكف الأذى، والصبر على الجفا.

عليها أن تُدرك أن الحياة الزوجية ميثاق غليظ ورابط ينبغي أن يحافظ عليه كل طرف، وأن للحياة الزوجية أسرار ينبغي أن تحافظ عليها، وعليها أن تقبل من زوجها الحسن، وتُثني عليه، وتكون قريبة منه، وتجعل بينها وبينه قواسم مشتركة، فإذا كانت له أرضًا فسيكون لها سماءً، ولتكن له أمةً ليكن لها عبدًا، وعليها أن تحفظ سمعه وبصره، فلا يسمع منها إلا الطيب، ولا يشمّنَّ منها إلا أطيب الريح.

وعليها كذلك أيضًا أن تُحسن العلاقة مع أهل الزوج، وأن تصبر عليهم، وعندها سيبادلها بالإحسان إليها وإلى أهلها.

عليها كذلك أن تمنح زوجها التقدير والاحترام ليمنحها الأمن والطمأنينة.

عليها كذلك أن تُدرك أن حق الزوج عظيم، وأنها ينبغي أن تقدم هواه على هواها ورضاه على رضاها.

عليها كذلك أيضًا أن تُدرك أن الحياة الزوجية المطلوب فيها هو أن يكون الإنسان هو الأحسن، يعني مسابقة بين الزوجين في أن يكون كلٌ منهما هو الأفضل لصاحبه، فخير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لزوجه، وخير الأصحاب عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه.

كذلك ننصحها دائمًا بأن تحرص على أن تفهم نفسية الزوج، وتقرأ في هذا الاتجاه، وتعرف فنون التعامل مع الرجل، وخصائص الرجل؛ لأن هذه من الأمور التي تعينها على التماسك في حياتها الزوجية.

عليها كذلك أن تشكر زوجها إذا جاءها بالقليل وسوف يأتيها الكثير.

عليها كذلك أن تصبر على زوجها، وتصبر على ما يحدث منه، وتختار الأوقات المناسبة لعرض ما يضايقها في سلوك زوجها وفي أخلاق زوجها.

ننصحها بأن تحفظ للزوج قيمته ومكانته بين الناس، فلا تنتقصه، وتحفظ ماله، وتحفظ عرضه، وتصون بيته، وتقدمه، وتُظهر الإعجاب به، وتتجنب مقارنته بغيره. هذا نقوله للزوجة، وإذا فعلت هذا نالت من زوجها من الخيرات ما لا يعلمه إلا الله.

عليها أن تعلم أن رضا الزوج من واجبات الشريعة، وأن الإحسان إلى الزوج من واجبات الشريعة، ونذكرها بأن كثيرًا من الزوجات سيدخلنَ الجنة بصبرهنَّ وإحسانهنَّ إلى الأزواج، وخير الأزواج كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ألا أدلكم على خير نساءكم: الودود الولود التي إذا آذت أو أُذيت أخذت بيد زوجها وقالت: لن أذوق غمضًا حتى ترضى، وكما قال أبو الدرداء في أول يوم زواجه لزوجته: (إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتُك غضبتِ رضّيْتُك، وإلا لم نصطحب)، وكما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أي امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة).

نسأل الله لنا ولكم ولها التوفيق والسداد، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله أن يسعدهم في حياتهم، ويُسعد الجميع بطاعتنا لربنا تبارك وتعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر nn

    وأن تصبر عليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً