الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت معاملة أبي معي ولم يعد يثق بي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبي بدأ يعاملني بطريقة غير عادية خلال السنتين الماضيتين، وما يفعله هو:

1- لا يدعني أمكث في الشارع إلى الساعة 9 إلا ويرن علي بالجوال، مع العلم بأنه سابقا كان يدعني أخرج كما أريد.

2- يخاصمني دائما.

ملخص الكلام: أنا أرى أن أبي لا يثق بي، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونؤكد لك أننا في مقام الآباء، ونؤكد لك أن هذا الأب يحبك ويريد لك الخير، ولكن نتمنى أن تثبت له أنك محل الثقة، فهذه المرحلة العمرية يحصل فيها مثل هذا التوتر.

فنتمنى أولاً أن تشكر الوالد على حرصه، وأن تثبت له أنك في محل ثقته، ولن يحصل ذلك إلا إذا رأى منك تصرفات راشدة، فلا تطل الجلوس في الخارج، وحاول أن تقترب من الوالد، وحاول أن تساعد في أمور البيت، وحاول أن تشكل حضورا مع الأسرة، وحاول أن تواظب على الصلوات طاعة لرب الأرض والسموات، فإن مثل هذه المواقف تجعل الوالد يثق في أبنائه.

ونحن لا نريد أن نقول: هو لا يثق بك، ولكنه ربما يخاف من الآخرين، وربما يخاف مما يسمع، وربما يخاف من قصص أصدقاء السوء، ولذلك ينبغي أن تفهموا خوفنا عليكم يا أبنائي وبناتي، من أننا نريد لكم الخير ونريد لكم المصلحة، وإن كان بعضنا يشتد عليكم فينبغي أن تنظروا إلى قصدنا لا إلى أفعالنا.

حاول أن ترمم ما بينك وبين الوالد، واعرف ولو من خلال الوالدة ومناقشتها ما هي الأمور التي تضايق الوالد من أجل أن تتفادها؟

نحن سعداء جداً بهذا السؤال الذي يدل على نضجك، ونتمنى أن تدرك أن الأسرة لها المكانة العظيمة وهي المقدمة، ونوصيك بأنك تكون مع الأخيار الصالحين الذين يذكرونك بالله إذا نسيت، ويكونون عوناً لك على طاعة الله -إن ذكرت-.

نكرر شكرنا لك على التواصل، ونسعد بمزيد من الشرح والتوضيح والتفصيل حتى نستطيع أن نتفهم معك، وقد أسعدنا أنك كتبت إلينا، ونحن نريد للشباب أن يتواصل، ولكن بتوضيح أكثر، وشرح أكثر، حتى نبين لكم كيف نفكر نحن كآباء وكأمهات وكمعلمين ومعلمات، هذا نريده من أبنائنا.

ونسأل الله أن ينفع بك وبإخوانك وزملائك البلاد والعباد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سوريا ريهام مصر

    والله كلام من ذهب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً