الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أعرف سبب وفاة أمي.. حتى أهدأ من لوم نفسي!

السؤال

السلام عليكم

أرجو منكم أن تجيبوا عن سؤالي حتى تهدأ روحي.

لما نهضنا على صراخ أختي, ووجدنا أمي جالسة على الأرض, ولا تتكلم, وتحاول تمزيق الثياب عن صدرها؛ فهمنا أنها تعاني من ضيق, أو ألم شديد في صدرها, ولم نعلم ما يجب فعله, ولم نتمكن من إحضار سيارة إلا بعد حوالي الـ 15 دقيقة, حينها كانت أمي -رحمها الله- قد توفيت.

علما أن وقت الحادثة حوالي الساعة الـ 6 صباحا, وأمي كانت نائمة قبلها, وكانت تسعل بشدة قبل أن تسقط على الأرض, وفي المستشفى قالوا لنا إنها ربما توفيت بسبب ارتفاع ضغط الدم, والممرض قال لنا إنها توفيت بسبب سكتة قلبية, وأخبرنا الطبيب أن رئتها امتلأت بالماء.

أرجوكم ما سبب وفاة أمي؟ وأنا ألوم نفسي بشدة؛ لأنني لم أتفطن لاستعمال التدليك على قلبها؛ لأنني قرأت أنه قد أنقذ بذلك من جاءته سكتة قلبية.

أجيبوني يرحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعظم الله أجركم -يا أخي- وأحسن عزاءكم, وغفر لوالدتكم وأدخلها الجنة.

حسب وصفك للحالة التي ذكرتها عن الوالدة -رحمها الله تعالى- فإنه يبدو والله أعلم أنه قد أصابتها نوبة من ارتفاع التوار الشرياني, أدت لحدوث حالة تسمى طبيا وذمة الرئة, وفيها يحدث زيادة للسوائل في الرئة, وهذا ما سبب لها ألم الصدر, وضيق النفس, والله أعلم.

ولا داعي أخي أن تلوم نفسك لعدم إسعافها, فأنت أولا تعلم أن الأعمار بيد الله تعالى, ولا يمكن لأيٍّ كان ولو كان أمهر الأطباء أن يغير قضاء الله وقدره.

وثانيا: إن هذه الحالة علاجها الرئيس أدوية تعطى عن طريق الوريد، مع إعطاء الأكسجين بنسبة عالية, وهذه الأمور لا تملكها أنت, وإنما توجد فقط في المستشفيات.

لذك فالنصيحة هي بالتوقف عن لوم نفسك؛ لأن ذلك لن يفيدك, ولن يفيد الوالدة رحمها الله, والإكثار من الدعاء لها والتصدق عن روحها، هذا فقط هو الذي ينفعها؛ فإن ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، ولا تنس كذلك صلة الأرحام المتعلقة بها؛ فإن هذا من البر بها.

ونرجو من الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتك وحسناتها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً