الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف الثقة بالنفس حتى أشعر بأفضلية من أمامي أو بتنقصه لي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية شكرا لكم على هذا الموقع.

سوف أتحدث عن نفسي واعذروني لأني لا أملك مفردات، أو لا يمكنني تذكرها.

أنا لست واثقا من نفسي ولا من مظهري، ولكن حاليا مع دخولي إلى النادي، وترك شرب الدخان، واستخدام حبوب السيبرالكس نصف حبة يوميا؛ أحسست بقليل من الثقة و-الحمد لله-.

ولكن أحيانا أشعر بأن الشخص الذي أمامي يريد أن يتخاصم معي، أو أنه لا يطيق وجودي، مع أنه لا يعرفني وأنا لا أعرفه وإنما هو مجرد إحساس غريب.

وغالبا ما أشعر بأن الناس أفضل مني، أو أنه الشخص الذي أمامي وأقارن نفسي به، أنا لست اجتماعيا؛ لأني لا أعرف كيف أتحدث في موضوع معين، وأفكر كثيرا، وذاكرتي ضعيفة إلى حد ما، وقوية في المذاكرة، ولكن أحيانا لا أقدر أن أسترجع معلومة، أو التحدث عنها، وعندما يتكلم أحد عن نفس الموضوع أتذكره بسرعة والحمد لله.

ومشكلتي أيضا إذا تحدثت مع أي شخص، سواء أعرفه أو لا أعرفه أتلعثم بالكلام، وينخفض صوتي بدون أي سبب، وأحس بالنقص، وأعصابي دائما مشدودة من أرجلي إلى الرأس والجبهة، وأني ليس لي قيمة أبدا، وأن الشخص الذي أمامي أصابه الملل مني، وأنه يقول في نفسه: إنني لا أعرف كيف أتكلم، وأن بي نقصا.

أفيدوني، الله يجزيكم خيرا، أنا متابع لمواضيعكم وردودكم على إخواني وأخواتي الأعضاء، والله يجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحليل والتفسير الوسواسي هو الذي جعلك تفتقد الثقة في نفسك.

فكرة أن الشخص الذي أمامك يريد أن يتخاصم معك: هذه فكرة وسواسية، نسبة لطبيعة ومحتوى هذا النوع من الوسواس قطعاً أصبحت ثقتك وتقييمك لنفسك من النوع المنخفض جداً، الجأ إلى آليات فعلية عملية تطبيقية تشتمل على التواصل الاجتماعي بصفة يومية، قم بمقارنات بينك وبين الآخرين فيما يخص إنجازاتك وسوف تجد إنك والحمد لله تعالى أفضل بكثير من الناس.

يجب أن يكون هنالك نموذج وقدوات حسنة في حياتك، وهذه تأتي من خلال الصداقات الموضوعية والإيجابية والجيدة، ضع لنفسك أهدافا حقيقية، أهدافا على المدى القريب، وأهدافا على المدى البعيد، وضع الآليات التي سوف توصلك إلى هذه الأهداف، هذه هي الأشياء التي إذا التزمت بها سوف تساعدك كثيراً.

أيضاً طور مكتسباتك المعرفية: الاطلاع، القراءة، الدخول في حوارات ونقاشات جيدة وإيجابية، وحضور حلقات العلم، هذا يعطيك شعورا بالامتلاء النفسي الداخلي الإيجابي، وهذه قيمة نفسية عظيمة جداً.

لا مانع من أن ترفع السيبرالكس على 10 مليجرام يومياً؛ أي حبة واحدة، وتناولها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، ثم توقف عن تناول العلاج.

توقفك عن الدخان أمر إيجابي جداً، وهو أمر قاطع على أن الإنسان يمكن أن يتغير، ويمكن أن يتبدل، ويمكن أن يراجع نفسه ليغير من سلوكه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً