الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج ولكن أهلي يرفضون زواجي قبل أختي الكبرى.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 22 عامًا، أريد الزواج لأبتعد عن شهوات الدنيا، لكن أهلي يريدون زواج البنت الكبرى أولاً، ثم الصغرى، ولكن أختي عمرها 30 عامًا، ولم يأت نصيبها، وأنا قد أتى نصيبي مرتين من بعض صديقاتي، لكن في المرة الأولى رفضت بحجة أني لم أنه دراستي الجامعية، وصديقتي الأخرى أخبرتني بشخص آخر يريد الزواج، ووجدته مناسبًا لي جدًا، وهذا الشاب لطالما حلمت أن يكون زوجي في المستقبل لأخلاقه، لم أرفضه، لكن المشكلة كيف أقنع أهلي بالزواج منه، وهم لا يفضلون زواج الصغرى قبل الكبرى، وأيضًا أخشى من المشاكل بيني وبين أهلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونحب أن نؤكد لك وللجميع أن شرع الله فوق العادات، وأن مسألة الزواج مسألة نصيب، وأمر يقدره الله، ونعم الله مقسمة، فهذه قد تُعطى مالاً ولا تُعطى زوجًا، وهذه تُعطى مالاً وزوجًا، لكنها تُحرم الولد، وهذه تتزوج الآن وتسعد وتلك لا تتزوج، لكنها إذا تزوجتْ سعدتْ، هذه الأمور يقدرها القدير سبحانه وتعالى.

ينبغي للأهل وللجميع أن يأخذوا الأمور بهذا المعنى، أن هذا شيئا قدره الله تبارك وتعالى، فليس من الحكمة أن نحجز البنات، أو نمنع الشباب؛ لأن من هم أكبر منهم لم يتزوجوا، هذه مشاعر تُشكر للأهل، ولكن لا ينبغي أن تصل لهذا المستوى، بل ينبغي أن نربي الكبار أيضًا على أن يفسحوا لإخوانهم وأخواتهم، وأن يُظهروا الفرح إذا طرق الباب طارق، هذا خلل في المجتمع.

لذلك نحن نريد ونتمنى أن يكون لأختك أيضًا دور في إقناعهم، ونتمنى أن تجدي في الخالات والعمات من العاقلات والفاضلات من يستطيع إقناع الأسرة، لكننا نؤكد أن الخطوة الأولى هي أن يطرق الشاب الباب، وأن يأتي بأهله الأحباب، وأن يأتي بالوساطات وأصحاب الوجاهات؛ لأن هذه ضغوط مهمة بالنسبة للعائلة، وتؤثر عليهم، ولكن لا ننصح بأن تبادري أنت؛ لأنك أنت الطالبة، وإنما نريد للآخرين أن يتكلموا بلسانك، وأول الخطوات هي أن يتقدم هذا الشاب.

نحن لا نريد أن تتوسعي في علاقة أو تتعرفي على شباب دون أن يطرقوا الباب، ودون أن تتأكدي من موافقة الأسرة وإمكانية الزواج؛ لأنا لا نريد لك ولا لبناتنا أن تتعلق بشاب ثم يحال بينك وبينه، أن يتعلق بفتاة ثم يحال بينه وبينها؛ لأن هذا فيه إشكال كبير، ولذلك الشريعة تبدأ الخطوة الأولى بالخطوة الصحيحة: إعلان العلاقة، إعلام الأهل، المجيء بأهله، مقابلة الأسرتين؛ لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة، لكنه بين أسرتين وبين قبيلتين وبين مجموعتين، لتحقيق التعارف والتآلف، وأهل الفتاة سيكونون أخوالاً للأولاد، وأهل الزوج سيكونون أعمامًا للأبناء، ولذلك هذه رابطة أكبر من علاقة بين شاب وفتاة.

نتمنى أن تجدي من العقلاء والفاضلات والدعاة والأخيار من يتفهم هذا الأمر، ونؤكد مرة أخرى أن على كل شاب يرغب فيك وفي الارتباط بك أن يطرق باب أهلك، وأن يتقدم رسميًا، وعليه أن يُكرر المحاولات، ليُثبت بذلك جديته، وحرصه على الارتباط بك؛ لأن هذا مما يجعل الأهل يوافقون، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً