الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والقلق في المواقف الاجتماعية يُعيقني عن الزواج!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أسال الله بمنه وكرمه أن يوفق القائمين على الموقع، وأن يرفع قدرهم في الدنيا والآخرة.

أنا إنسان أعاني القلق من المواقف الاجتماعية، ومن الأمراض، ومن الزواج، بدأت الحالة عندما كنت صغيرًا، كان يصيبني خجل وخوف من الخروج أمام الطلاب، وكبرت وازدادت الحالة، وصرت أخشى الذهاب والحديث أمام الناس في المواقف والمناسبات الاجتماعية، وحضور الدورات بحكم أن عملي معلم، وإذا طلب مني الحديث أبدأ بالتوتر والتعرق والخوف، وزيادة نبضات القلب، ثم بدأت فيي حالة القلق من الأمراض، وبدأت هذه الحالة عندما كنت أستخدم علاجًا لمدة طويلة -ما يقارب السنتين على فترات متباعدة- لعلاج التقرحات في الفم التي تظهر في الفم بين الفينة والأخرى، ثم أحسست بألم حول الكلية، وخفت، وبدأت أقرأ عن الآثار الجانبية لهذا الدواء، فوجدت أنه في حالات نادرة قد يسبب التهابًا أو فشل الكلى، ثم جاءني القلق والخوف، وذهبت إلى المستشفى لعمل تحاليل وفحوصات، وقال الدكتور بعد خروج النتيجة أنت سليم، ولا تخف، كل ما في الأمر أنها التهاب عضلات، وستزول.

ثم جاءني الخوف من الزواج، وكلما تأتي أمي لتفاتحني بأمر الزواج يعتريني خوف وقلق، وزيادة بنبضات القلب، وبمجرد أن أهرب من موضوع الزواج بحجج وأعذار واهية أرتاح، ويذهب الخوف من الزواج.

بالنسبة لخوفي من الزواج هو مواجهة الأنثى والحديث معها، وكذلك الجماع، وكذلك من التحاليل ما قبل الزواج، وكلما يأتي طلب تحليل سواء للضغط، وغيره أتوتر، وأخاف إلى أن تخرج نتيجة التحليل.

أما في الفترة الحالية فأنا أخاف من السكر بسبب أن القلق يسبب السكر، وكلما زادت عدد مرات التبول أقول أني أعاني من السكر، وأتوهم المرض.

بعد قراءة الأعراض الجانبية عن هذا المرض عملت تحاليل قبل فترة للسكر، وللكبد، وللغدة الدرقية، وللقلب، وللكلى، وكلها -ولله الحمد- سليمة، علما أني كنت أمارس العادة السرية ما يقارب من 15 سنة، وقد قطعت هذه العادة -ولله الحمد-، وأستخدم علاج ميرازجن 30 بمعدل نصف حبة يوميا من أجل النوم بسبب حالة القلق التي أصابتني.

طمئنوني: هل يوجد علاج لحالتي؟ علما أن عمري الآن 32 سنة، ووزني 75 كجم، وخوفي أن يذهب عمري من دون زواج، ومن حضور المناسبات الاجتماعية والدورات، مع العلم أن إخواني الصغار تزوجوا إلا أنا، وأرغب بالزواج نهاية هذ السنة.

والله أني أعتصر ألمًا وبكاءً على حالتي، فهل سأشفى من هذه الحالة بعد الله بكم؟ لأن ثقتي بهذا الموقع (إسلام ويب) وبالقائمين عليه كبيرة، أرغب بوصف علاج لحالتي -دواءً- لا يسبب أمراضًا من السكري والكبد وغيره لحالتي، ومتى أتوقف عن العلاج؟

بارك الله فيكم، وفي أعماركم وأمدكم بعون وتوفيق منه، والله الذي لا إله إلا هو لا أملك إلا الدعاء لكم بظهر الغيب، أريحوني وطمنئوني أسعدكم الله في الدارين.
أنا أخاف من الذهاب للمستشفى سواءً للعلاج من مرض أو العيادة النفسية؛ خوفاً من رؤية الناس لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بصفة عامة عندك قلق المخاوف، ولديك مخاوف معينة حول الزواج، وهذا أيضًا نوع من المخاوف الاجتماعية، ولا شك في ذلك، والأمر أخذ عندك الطابع الوسواسي، وبدأت هذه الوساوس تستدرجك، لدرجة أن تفكيرك كله اتجه وجعلك متردداً، وأنك لن تنجح في هذا، ولا في ذاك، وأصبحت متخوفاً من الأمراض، إذن هذا كله قلق افتراضي توقعي أكثر مما هو واقعي.

أيها الفاضل الكريم: العلاج متوفر تمامًا، فالحمد لله تعالى الآن توجد أدوية فعالة جدًّا، وقوية، وممتازة، فإن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب النفسي فعليك بدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) وهو علاج متميز جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويجب أن تُدعم السبرالكس بعقارٍ آخر يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (جنبريد)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد) متوفر في المملكة العربية السعودية، وهو زهيدُ الثمن جدًّا، تناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، ثم توقف عن تناوله.

سوف تحس بفعالية الدواء بعد أربعة إلى ستة أسابيع من استعماله، وهنا انهض بنفسك، وحقّر هذه الأفكار التي هي في الأصل نوعٌ من المخاوف، وأكثر من التواصل الاجتماعي، والرياضة مع أصدقائك –أي الرياضة الجماعية–، والحرص على صلاة الجماعة، واستفد من وظيفتك كمعلم، فهي وسيلةٌ ممتازة جدًّا للتأهيل الاجتماعي.

أنا أرى أن تخوفك من الأمراض يُمكن حسمه من خلال تناول الدواء الذي ذكرته لك، وكذلك أن تكون أكثر توكلاً وقناعة بأن الأمراض موجودة، والصحة موجودة، والعافية موجودة، والإنسان لا يستطيع أن يرد هذه الأشياء إذا أتت، لكن عليك بالتحفظ، وأن تعيش حياةً صحية: ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، النوم المبكر، راحة البال..؛ هذا كله يُساعد على منع الأمراض -إن شاء الله تعالى–.

وأيضًا: نحنُ ننصح بأن يداوم الناس في مقابلة أطبائهم بانتظام، مثلاً أي طبيب ترتاح له كطبيب الأسرة، أو الطبيب الباطني – تقابله مرة واحدة كل أربعة أشهر (مثلاً) من أجل إجراء الفحوصات الروتينية للاطمئنان على صحتك، هذا وجد أنه من أفضل الطرق التي تمنع المخاوف المرضية، وكثرة التردد على الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر اسمهان

    مع احتراماتي لكم
    ارى ان الدواء في هده الحالة لا يفيد بصفة نهائية اد بعد التوقف عن شربه تعود الاعراض الى الظهور
    في هده الحالة يجب التوجه الى مختص نفسي لتشخيص الحالة اد يمكن اكتشاف دكريات سسيئة تقف وراء هده المخاوف فلا بد من اكتشاف المسببات لكي يمكن لنا مداوات المرض لدلك نصح بزيارة مختص نفسي في اسرع وقت
    والشفاء بيد الله هو القادر على كل شيء

  • الجزائر kholod ali naser

    الحل هو تشخيص الحالة من طرف مختص نفساني..الادوية علاج مؤقت..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً