الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من اضطراب المزاج، وأعود كما كنت متفوقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في الـ 17 من عمري, أدرس في الثانوية العامة, تعودت منذ دخولي المدرسة الابتدائية الاجتهاد, وأن أكون متفوقة, وأن أحصل درجات عليا, وكنت أذاكر كثير جدا, لا أكل ولا أمل, لكني حاليا لا أستطيع البقاء مع الكتاب أكثر من نصف ساعة.

فقد أصبت بالاكتئاب, والإحساس بالعجر, والتشويش, والاضطراب, إضافة إلى أني أصبحت أنام كثيرا, وقد كنت سابقا أكتفي بـ 4 أو 5 فقط، إضافة إلى الكوابيس المزعجة.

ما زلت على هذا الحال منذ سنة ونصف، فهل من مساعدة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تمرين به ربما يكون نوعا من اضطراب المزاج, وقد يكون نتيجة لعوامل كثيرة: منها المرحلة العمرية التي أنت فيها الآن, وزيادة المسؤوليات, وتراكم المهام, وقلة الإنجازات, ونتمنى أن تكون فترة عابرة تعودين بعدها لنشاطك السابق, وفيما يلي بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من المشكلة الحالية.

1- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص, وهي الرغبة في بلوغ الكمال, سرعة التسليم بالهزيمة, التأثير السلبي بنجاح الآخرين, التلهف إلى الحب والعطف, الحساسية الفائقة, افتقاد روح الفكاهة.

2- حاولي التحلي بالصفات التي ضدها, مثل القناعة بما عندك, وعدم الاستسلام, والاستفادة من التجارب الفاشلة, وتمني للآخرين النجاح, وليكن نجاحهم دافعا وحافزا بالنسبة لك, واسعي ليكون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هدفا لك, وليكن مقياسك للأمور مستمدا من الكتاب والسنة, لا من الهوى والأحكام الذاتية.

3- لا تقللي من شأنك ومن قيمتك, فأنت بالله أقوى, وأنت بالله أعزّ وأرفع, وتذكري حديث ابن عباس رضي الله عنهما: عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام: إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي, وقال: حديث حسن صحيح.

4- ضعي لك أهدافا واضحة, واكتبيها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر, وتذكريها باستمرار.

5- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها, خاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعمي بالبركة في وقتك.

6- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا, وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم, لكي تكون هي أوقات المذاكرة, فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر, والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

7- حددي أوقاتا للترفيه, والتزمي بها, ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي, ولفترات قصيرة.

8- حددي أوقاتا للراحة والنوم, والتزمي بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

9- قومي بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة, وقيمي مدى التزامك به يومياً, مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10, وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام, وفي نهاية الأسبوع قومي بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني, يوضح كل يوم, وتذكري عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه بكل يوم؛ لكي تقومي بتعديل أو إصلاح خطتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً