الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تطليق أخي لزوجته خطبت له فتاة لكنني أخشى أن أظلمها معه بسبب أخلاقه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طلق أخي زوجته قبل نحو شهرين، بعد زواج دام تقريباً 22 سنة، أسفر عن 8 أبناء وبنات.

قمت بالبحث له عن خطيبة ووجدت فتاة صالحة ـ أحسبها كذلك ـ ومن عائلة متواضعة، بعد أن زرت الفتاة أفهمتها أن أخي عصبي المزاج،
ولكنني أخشى أن أكون مشاركة في ظلمها إن تزوجت أخي، فهو صعب العشرة، وسليط اللسان.

بالإضافة إلى أنه يريدها أن تتشارك المنزل مع طليقته التي ما زالت تسكن في نفس الشقة من أجل أبنائها، (الشقة مقسومة إلى جزئين منفصلين بباب، ولكن المطبخ جهة الأم وأبنائها)، وقد توافق الفتاة على ذلك نظراً لظروفهم الصعبة.

لا أعلم هل أكمل الموضوع أم أنهيه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الشقيق، نسأل الله أن يعينه على الخير، ولا مانع من إكمال المشوار؛ لأنك صدقت ووضحت لها ما تريد، ومن حق الفتاة أن تختار بعد ذلك بعد أن تشاور أهلها وبعد أن تستخير ربها، وعلى أوليائها أن يتعرفوا على شقيقك وعلى مشكلاته، ثم بعد ذلك ينصحوا لبنتهم.

ولكن نحن نحب أن نقول: حتى وإن كان الإنسان عصبيًا فإن الإنسان إذا تفادى أسباب عصبية الإنسان فإنه يسعد معه ويُسعده، وهذا معنى من الأهمية بمكان، وإذا كانت الزوجة الأولى استطاعت أن تصبر عليه اثنين وعشرين سنة، فإن هذه سهل عليها أن تواصل مشوار الصبر طالما كانت هي أيضًا بحاجة إلى الزواج.

ونتمنى أن يكون شقيقك مواظبًا على الصلاة والأمور الأساسية؛ لأن هذه هي الأمور التي لا تُقبل، أما بقية الأمور فإنها في دائرة الاحتمال والصبر عليها، مع أن العصبية الزائدة قد تُدخل في سوء الخلق، وهو خلاف قواعد الزواج الناجح، فلا بد في شروط الزواج من شرطين: أن يكون صاحب دين، وأن يكون حسن خلق (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه – دينه وأمانته – فزوجوه).

ولكن بعد أن وضحت لها فهي ستختار على بيّنة أو ترفض على بيّنة، ولن يكون عليك إثم؛ لأنك أردت الخير لها ولأخيك، ولست مسؤولة عمّا يحدث بعد ذلك من التصرفات، وعلى أخيك والزوجة أن يُديرا حياتهما بحكمة وبما يُرضي الله تبارك وتعالى، بل ينبغي لأحد الزوجين أن يكون الأفضل إذا أساء الثاني؛ لأن المسألة هي مُساءلة بين يدي الله تبارك وتعالى، ومن أحسن فإنه يُحسن لنفسه، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

نسأل الله أن يعينها على الخير، وأن ييسر أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على الصبر، وأن يعين شقيقك على تغيير هذه الأخلاق وهذه العصبية إلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عائشة

    الشكر لله ثم لك د. أحمد
    وجزاكم الله كل خير
    موقع أكثر من رائع جهدٌ مشكور وأجر جزيل بإذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً