الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة بين خاطبين كلاهما على مستوى عال من الدين والخلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على جهودكم، وأرجو الإجابة على طرحي.

أنا فتاة في السادسة والعشرين من عمري، أنهيت الماجستير مؤخراَ وأعمل -والحمد لله-، تقدم لي شاب متدين ذو خلق، حالته المادية متوسطة، ومستواه التعليمي أقل مني ولكنه يفكر بإكمال دراسته إذا وجد منها عائدا ماديا.

مشكلتي هي منذ حوالي الثلاث سنوات، شاب من معارف وأنسباء العائلة تكلم بشكل غير رسمي وأبدى إصراره على التقدم للزواج، وقد أخبر هذا الشاب عن طريق الإنترنت أحد أقاربي برغبته بالتقدم إذا استطاع المجيء لبلد إقامتي. أهل هذا الشاب في بلدنا الأم وهو يدرس حالياً الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية، حاول المجيء لبلد إقامتي مراراَ ولكن لم يستطع بسبب صعوبة منح فيزا زيارة لجنسيته، وانشغل حالياَ بدراسته، هذا الشاب أيضا على دين وخلق، ولكنه يتميز عن الشاب الأول بأنه أكثر طموحاّ وأكثر علماَ وربما ثقافة، أضف إلى ذلك بحكم معرفتنا به فأنا متأكدة من صفاته سواء أكان كرماّ أو ثقافة أو طيبةَ أو تفهماَ.

أنا الآن أقف في حيرة عاجزة عن أخذ قرار، فالشاب الأول ينتظر ردا بالموافقة أو عدمها، واستخرت ولم أجد ما يمنعني من الارتباط به على الأقل من ناحية دينه وخلقه، ولكن الشاب الثاني لا يزال يبدي إصراره ويحاول أن يخطو خطوة جدية لخطبتي، لا أخفيكم بأني أفضل الشاب الثاني لأنه كما قلت آنفاَ متأكدة من صفاته، وأراه أكثر علماَ وثقافة وطموحاَ ونجاحاَ، لكن في ذات الوقت سبقه بالتقدم رسمياَ من يساويه في الدين والخلق، ما نصيحتكم لي؟ حيث أنني كلما قررت الموافقة على الشاب الأول أتراجع، وقد رفضت الشاب الأول وأبلغت عائلته بالرفض لكن عاد للتقدم بعد أيام، وأخيراَ، كلاهما حافظ للقرآن كاملاَ، وعلى دين وخلق كما قلت آنفاَ، ولكن الشاب الثاني أكثر مواظبة على القرآن وعلى التثقف بشكل عام.

أرشدوني -رعاكم الله-، هل أنتظر أم أقبل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونحب أن نؤكد لك أن اختيارك لصاحب الدين والخلق، هذا يدل على أنك على خير كثير، وآخذة بوصية النبي الكريم الذي قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) -ولله الحمد- كل من تقدم إليك صاحب دين، ولكن هذا الخاطب الجاهز لهذا الزواج الذي لا يجد صعوبات في الدخول أو في الخروج، ولا يجد تعقيدات في سبيل إكمال المراسيم، نراه الأنسب، شريطة أن يدخل إلى نفسك وترتاحي إليه وتتعرفي على بقية صفاته.

ونحن نحب أن نؤكد أن نجاح الرجل ليس بالشهادات فقط، ولكن نجاحه في الحياة بأن تكون له مهارات، وقدرة على تحمل المسؤولية، وحضور فاعل في المجتمع وتواصل جيد مع الآخرين، فإذا توفرت هذه الصفات في هذا الخطيب الجاهز الآن ووجدت في نفسك ارتياحًا لشكله وهيأته وبيئته وأسرته، فلا نرى سببًا للتردد أمام ذلك الخاطب رغم طموحه العالي، إلا أن صعوبات الدخول والخروج إلى البلد، ووجوده في ذلك المكان، يعني قد تكون هناك بعض الصعوبات التي تواجهه، وهذا ما فهمناه من خلال عرض السؤال، ولذلك نحن نفضل الجاهز أولاً لكونه جاهزًا، ونفضل الجاهز لكون الوصول إليه والوصول إليكم سهلا، ونفضل هذا الجاهز لأنه أيضًا صاحب دين، فإذا تساوى الخاطبان في الدين والأخلاق فعند ذلك نرجح المرجحات الأخرى، وإذا حصلت النظرة الشرعية وكنت على معرفة به، وحصل في نفسك ارتياح وميل إليه، فنرى أن تُكملي المشوار، لأن التلاقي بالأرواح، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ومن الضروري أن تستأنسي برأي الأسرة، فالخاطب الذي ترضاه الأسرة وتميل إليه هذا أيضًا من المرجحات، لأن من سعادة الفتاة أن تفوز بشاب ترضى دينه وترضى خلقه وترتاح إليه وتقبل به الأسرة، لأن في هذا عون لها على القيام بكافة الواجبات تجاه والديها وتجاه زوجها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً