الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد توقفي عن الحشيش أعاني من صداع وسرحان وهزال، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم

أولا أنا لي تقريبا خمس سنين أتعاطى الحشيش، وأحيانا بعض المهدئات إلى أن تدمرت نفسيتي؛ وذلك أيضا بمرور بعض المواقف التي ساعدت في تدمير نفسيتي، والآن قد عزمت أن أترك كل شيء، لي 3 أسابيع ولا عندي مشكلة في ذلك، ولكن أريد حلا لنفسيتي.

- أعاني من الرهاب الاجتماعي (أرى أن الناس ينظرون إلي بنظرة سلبية، وأني مريض، أخاف من الناس ومن الأماكن العامة، حتى الحديث عبر الإنترنت، ولقد تطور الأمر إلى أن أصبحت انطوائيا لا أحب الناس، أحب أن أكون لوحدي منعزلا عن الناس، والآن صار لي تقريبا 8 شهور في غرفتي، لا أرى أحدا على روتين واحد، نوم وتلفاز).

- صداع لا يتوقف من كثرة التفكير في المستقبل وفي أشياء سلبية قد مضت، وأنا أعاني من هذه النقطة من 5 سنين تقريبا، وصدقني لا يتوقف التفكير دقيقة واحدة.

- رعشة، فجأة تأتيني في جسمي أحيانا.

- أهلي يتحاشون الجلوس معي من عصبيتي.

- كثير السرحان حتى أصبحت أردد كلمة ها.

- نومي قليل جدا لا يزيد عن 6 ساعات مقارنة بسهري.

- ضيق في التنفس.

- جسمي هزيل جدا.

- كثير الشك.

- أصبحت أنسى.

- أحقد على الناس ولو كان السبب تافها.

- يرتعش كل جسمي عند المشاجرات، ولا أستطيع التعبير عن نفسي، أو ترتيب الكلمات عند الحديث حتى في مقابلاتي الوظيفية، حتى مع الأهل والأصدقاء.

- أفكر بالموت دائما.

قبل سنة ونصف راجعت أخصائي نفسية ووصف لي ساليباكس واندرال وعلاج آخر لكني نسيت اسمه، فاستمريت على العلاج 3 أشهر تقريبا وتركته لأنني لم أتحسن بالشكل الملحوظ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أهنئك على اتخاذ القرار الراشد والقويم، وهو التوقف عن تعاطي المخدرات.

لا نحتاج أن نتحدث عن مآسيها وأضرارها على الإنسان، كن صارما وصامدا وقويا في الاستمرار على هذا التوقف لأنه طريق التعافي.

أعراضك من الرهاب والخوف واجتزاز الثقة بالذات، ووجود بعض الأفكار الظنانية، هذه يمكن معالجتها، وأقترح عليك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي حتى ولو لمرة واحدة.

من السهولة بمكان أن أصف لك الأدوية التي تساعدك، ولكني أريدك أن تذهب إلى الطبيب ليتم مناظرتك بصورة مباشرة، وتجرى لك بعض الفحوصات المخبرية، خاصة أن جسمك ضعيف، وأريدك أن تتأكد من نسبة الدم والسكر، ووظائف الكبد والكلى والغدة الدرقية، وبعد أن تطمئن تماما على حالتك العضوية هنا سوف توصف لك الأدوية النفسية، وأنا أرى أن عقار ميرتازبين، ويسمى الريمانون مع عقار آخر يسمى سوليان، سوف يكون الأفضل في حالتك، وهذه أدوية ممتازة جدا، فاعلة جدا، -وإن شاء الله تعالى- بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج، ستحس بتحسن كبير.

الناحية الأخرى هو أنه يجب أن يكون لديك الإصرار على التعافي، والتوقف عن الحشيش والمخدرات الأخرى، هو قرار ممتاز وحكيم، لكن هذا التعافي لا يأتي فقط من خلال التوقف، إنما من خلال التفاؤل وزيادة الفاعلية والإصرار على أن تكون فاعلا، فتخرج وتعمل وتواصل وتكابد الحياة، وتقرأ، والعمل يعتبر أمرا ضروريا جدا من أجل تأهيلك، لا تضيع أي وقت، فعمر الشباب يجب الاستفادة منه، وهذه الأيام لا تتكرر ولن تعود مرة أخرى، وافتح لنفسك نمط حياة جديد، يقوم على الإصرار والجدية، وكن بارا بوالديك، وهذا في خير كبير، وطور مهاراتك، وأنا على ثقة أنك ستعيش حياة هانئة وسعيدة.

الخبرة السابقة لا تتأسف عليها أبداً، فالماضي لا يعود، وما حدث فقد حدث، وفي حالتك لا نريد لهذا الماضي أن يعود، ولكن نريد حياة قوية ومستقبلا مشرقا مليئا بالأمل والرجاء.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً