الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع الدارسة في التخصص الذي لا أجد طموحي فيه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسأل الله لكم التوفيق والسداد في ما تقدمونه من استشارات تنفع الإسلام والمسلمين.

أنا رجل عمري 19 سنة، واجهت مشاكل في الدراسة في الثانوية بسبب ضغط نفسي وأسري، وتسبب هذا في إعادة سنة ثاني ثانوي، وفي السنة الجديدة درست أسبوعا في القسم العلمي، ثم نصحني الوالد أن أغير تخصصي إلى القسم الشرعي، وفعلا تم تحويلي إلى القسم الشرعي، وتخرجت من الثانوية بعد صعوبة، لكرهي للدراسة، ونسبة الشهادة متوسطة -والحمد لله- بكل الأحوال.

قدمت على جامعات في المملكة وتم قبولي -والحمد لله- في أكثر من جامعة، وفي تخصصات مختلفة، وكانت رغبتي في قسم التصميم بالحاسب، ولكن لا يوجد في السعودية قسم تصميم بالحاسب، رغم أن تخصصي الشرعي بالأساس لا يسمح لي بالتقديم على هذا القسم!

الآن أدرس في كلية الشريعة، وهذا أول فصل لي في الكلية، ولكن طموحي وهواياتي لا تـناسب هذا القسم أبداً.

صحيح أن هذا ديني ويجب علي أن أعرف ديني في عالم مليء بالفتن والإلحاد والتهجم على الإسلام، وتشويه سمعة العلماء قبل المسلمين, فمن طموحي أن أغير هذه النظرة عند البعض.

والمجال الذي أبدع فيه هو "التصميم الثلاثي الأبعاد" أستطيع أن أبدع فيه بشكل احترافي، وهذا ليس غرورا، وأنا واثق من قدراتي -ولله الحمد-، عملت أكثر من تصميم، ونال إعجاب الكثير، وشجعوني ولكن هذا لا شيء فلم أبدأ بعد، لنقص في الأدوات، والوقت مع الدراسة.

طموحي أن أصمم أفلاما ثلاثية الأبعاد تحكي عن واقع أحوال ومعاناة إخواننا المسلمين في فلسطين والعراق وسوريا وبورما، وكل حال للمسلمين، على أمل أن ينفع أمة محمد -عليه الصلاة والسلام-، وأحوال المجاهدين وحياتهم، برسومات وتصاميم أقرب إلى الحقيقة إن لم تعتقد أنها حقيقية.

والهدف أن نعلم الأطفال والمجتمع من أين يأخذون قدوتهم؟ ويعلمون أنه لا زال هناك أبطال في الأمة الإسلامية والتاريخ غائب عنهم, وهذه فكرة بسيطة من الأفكار التي تجول في عقلي ولم أبدأ بعد، وفي عقلي الكثير من الأفكار، أريد أن أطرحها وأعمل عليها، ولكن تحتاج لوقت.

رغم أن نصف وقتي في التصميم، وكل يوم أطور نفسي، ولكن هذا التعب كله إلى أين سيذهب بعد التخرج من تخصص الشريعة؟

هل سأتوظف وظيفة وستأخذ كل وقتي مثل الموظفين الذين يسيرون كل صباح، وينتهي عمرهم في الذهاب والعودة من العمل دون أن يضعوا بصمة وأثرا لهم.

الأهل لا يعترفون إلا بالدراسة, أما بالنسبة لحالتي الاجتماعية فأنا لستُ اجتماعيا وأميل إلى الانطوائية أكثر، ولا أفكر أن أتزوج أبداً، شخصيتي ليست ضعيفة، أستطيع أن أتحدث أمام القاعة كاملة وفيها قرابة 100 طالب، ليس لدي رهاب اجتماعي، ولكن أفضل البقاء في عالمي الخاص.

أريد فقط أن أنشغل في طموحي وأهدافي لكي أحققها، أنا بغنى عن المسؤولية في الزواج والعزائم والمناسبات، جميل أن أعيش لوحدي في عالمي الخاص، أريد أن أحقق أهدافي وأستمر فيها بعيداً عن المشاكل والضوضاء التي لا تنتهي.

أنا أتيت هنا لكي أستشيركم في طموحي أمام دراستي، ما مصير طموحي وخططي أمام تخصص لا يمت بصلة أمام أهدافي وطموحي؟ وما الذي أفعله؟

أعتذر على الإطالة؛ ولكن لا أريد أن أطرح موضوعا بعد سنين بعنوان "سنين من عمري ضاعت بدون أهداف".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال الممتع والمشوّق.

كم نحن بحاجة في عالمنا الإسلامي للمبدعين، وخاصة في مجالات الإعلام، وبالذات في موضوع الإنتاج والإخراج الفني، سواء الثلاثي الأبعاد أو الثنائي.

ومعك كل الحق بأن علينا جميعا أن نتعلم ونعرف عن ديننا الحنيف، وخاصة إن تيسّرت مجالات الدراسات المتعلقة والمتخصصة، ولكن ليس بالضرورة للمسلم كي يحقق هذا أن يدرس في كلية الشريعة، وإن كان هذا يناسب البعض، وهناك لاشك الكثير من الطلبة المبدعين ممن يدرس الشريعة.

عليك -أخي الفاضل- أن تقرر ما تريد عمله، وهناك أكثر من احتمال، وأنت فقط في النهاية من سيقرر ما تريد عمله.

فمثلا: يمكنك أن تستمر في الشريعة، وتتابع تلبية اهتماماتك الإعلامية كهواية تنميّها وتطورها، كما يفعل الكثيرون ممن لديهم اهتمامات وهوايات، وهذه الهوايات ليست بالضرورة أن تكون قليلة الاهتمام.

والاحتمال الآخر، أن تحاول نقل الدراسة من كلية الشريعة لكلية المعلوماتية، مما يمكنك أن تتابع وتطور مهاراتك في تصميم المادة الثلاثية الأبعاد، والتي يمكنك من خلالها، وكما ورد في سؤالك، أن تخدم القضايا الكبيرة للأمة، سواء في فهم الإسلام والدفاع عنه، أو في توعية الناس بالظروف الصعبة التي تعيش فيها بعض الشعوب الإسلامية كسورية وفلسطين وغيرهما.

وفي نفس الوقت، يمكنك وككثير من المسلمين أن تتابع اهتمامك وتعلمك عن الإسلام من خلال الدراسة الخاصة، ومتابعة دروس العلماء المعروفين بعلمهم وعملهم.

ولابد أنك قد قمت بصلاة الاستخارة، ومن ثم لابد من النظر في الأمور، وتقرير ما تريد عمله.

لا تنس طبعا أن من يريد أن يشقّ طريقه في إبداع شيء مفيد للناس قد لا يلاقي في البداية تقدير الناس واحترامهم؛ إلا أنهم سيقفون احتراما لهذا الشخص بعد أن يروا إنتاجه وإبداعه، ولو بعد سنوات، وقد تجد الكثير والكثير من الصعوبات، وكما يقول الرسول الكريم: (اعملوا فكل ميسّر لما خلق له).

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك لما فيه خيرك وخير الأمة، وأن يفتح عليك من عطائه، لتنفع هذه الأمة، وخاصة أجيالها الصغيرة والشابة، التي نلومها على متابعة إنتاج هوليوود من أفلام الكرتون غير الإسلامية، ولا نجد لهم البديل الإسلامي والمفيد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية احمد

    فعلاً لأيوجد بديل إسلامي للشباب
    والاطفال.وإن وجد للاطفال ليس بالمستوى المطلوب..ولكن الله يوفقنا بعد التخرج لفتح مشروع اسلامي لرسوم الاسلامية الاحترافية التي تجذب الاطفال من الرسوم التي لو دقق فيها لوجد علامات شركية واشياء يشيب لها الرأس عسى الله يوفقنا في هاذا المشروع ادعولنا ياخوان عسى الله يستجيب لكم ولنا في خدمة الأئمة

  • مصر cliopatra

    بص انا عندى نفس المشكلة بتاعتك ان ماما كانت عايزانى اخش طب على اساس ان لها مركز اجتماعى كويس بس انا كنت عايزة اخش صيدلة لان حاسة ان انا ممكن اكون حاجة كبيرة فيها واقدر اساعد ناس كتير من خلالها فدخلتها وان شاء الله هانجح فيها فرأيى انك تكون فى الحاجة اللى انت حاببها عشان تقدر تبقى ناجح فيها ومميز وترفع شان الاسلام وساعتها الناس هيقولوا ان انا اللى كنا صح وده هيكون دافع ليك بس اهم حاجة انك تصلى صلاة استخارة وتكون نيتك كويسة(رفع شان الاسلام)وواثق من قدراتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً