الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الأمراض وأصبت بوسواس حرمني النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية إني أحبكم في الله، وثانيا: جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الكريم، وجعله الله في صحيفة أعمالكم.

منذ خمسة أشهر، وأنا جالس في المنزل، أحسست بهبوط في جسمي سبب لي الخوف والهلع، وأحسست أنها النهاية، فما كان من أهلي إلا أن أخذوني إلى المستشفى، وتبين أن الضغط منخفض 90\60 فأعطوني حقنة أملاح، وتحسنت عليها، ومن هنا بدأت المشكلة، أصبح عندي خوف من الأمراض، ووسواس حرمني من النوم، وأصابني الخوف، ونزل وزني.

وبمناسبة الوزن لقد فقدت حوالي 8 كيلو غرامات في سنة ونصف تقريبا، ولم أعر أي اهتمام لهذا الموضوع، ولكن الخوف الذي أصابني من هبوط الضغط جعلني أتفقد نفسي لدرجة الوسواس، وبدأ هبوط الضغط يتكرر معي، فأصبحت أتردد على الأطباء، وبالفحص يكون الضغط طبيعيا، وقلبي سليم، وعملت تحليل دم، وأنيميا وسكري، وكله سليم، وقال لي: الطبيب مشكلتك نفسية ووصف لي باروكستين، ومعه نوع آخر لا أذكر اسمه، ولكن النوع الآخر سبب لي مشاكل في النوم والكسل والوهن، وزاد عندي الخوف فتركته.

آسف على الإطالة، ولكني عشت ظروف الحرب في سوريا، وأنا حاليا موجود في مصر، فقدت ثقتي بنفسي، ودائما أحس بالدوار، وكأني سأقع ويغمى علي، نزل وزني الى 67 كيلوغرام، واستطعت إعادته إلى 70، علما أنه كان 75 ، وبذات أدخل على الانترنت، وأقرا قائمة الأمراض التي تؤدي لفقد الوزن، ويصيبني القلق والتوتر منها وتصيبني رعشة في أطرافي، فماذا أفعل؟

آسف على الإطالة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك واضحة جدًّا أنها ناتجة من قلق المخاوف، والذي أدى إلى وساوس، ونوع من الاكتئاب النفسي البسيط، الاكتئاب النفسي، والقلق، والمخاوف تشعر الإنسان بالوهن، والضعف النفسي والجسدي، وقطعًا تخل كثيرًا بحاجيات الإنسان البيولوجية مثل الحاجة للنوم، وكذلك تناول الطعام بصورة منتظمة وصحيحة.

لا أرى أن هناك سببًا عضويًا، فأرجو أن تطمئن -أخي الكريم- ولا شك أن الظروف المحيطة بك وأهلك الكرام مؤلمة للنفس، لكن نقول: -إنْ شاء الله تعالى- فرج الله قريب.

أيها الفاضل الكريم: استمر على علاج الباروكستين، فهو دواء ممتاز وممتاز جدًّا، ولا تستعجل أبدًا في التوقف عن تناوله، وأقترح أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر على الأقل بجرعة حبة واحدة في اليوم، وبعد ذلك تخفضه وتجعله نصف حبة في اليوم لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

وأريدك أيضًا أن تدعم الباروكستين بدواء آخر يعرف باسم (دوجماتيل) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد) وهو متوفر جدًّا في مصر، هو علاج ممتاز جدًّا للمساعدة في اختفاء القلق والشعور بالدوار والوهن.

جرعة الدوجماتيل هي كبسولة واحدة، تتناولها صباحًا، وقوة الكبسولة هي خمسين مليجرامًا، تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن هذا الدواء، ولكن استمر على الباروكستين بنفس الطريقة التي وصفناها لك.

حاول أن تمارس بعض التمارين الرياضية، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك مهما كانت الظروف، ولا تقرأ كثيرًا عن الأمراض، فهذا قد يؤدي إلى نوع من التوهم المرضي.

فقدان الوزن: كما ذكرت لك ناتج أصلاً من القلق والمخاوف والتوتر، ولمزيد من الاطمئنان يمكنك أيضًا أن تقوم بفحص وظائف الغدة الدرقية، حيث إن زيادة إفرازها قد يؤدي إلى النقصان في الوزن، لكن لا تنطبق عليك أبدًا الأعراض الأخرى المتعلقة بزيادة نشاط الغدة الدرقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً