الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رزقني الله بطفلة مصابة بفيروس CMV ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، وجعله ربي في ميزان حسناتكم.

لدي طفلة مصابة بـ Cytamegalovirus أو الفيروس المضخم للخلايا.

بفضل رب العالمين تم تشخيص هذه الإصابة مبكرا، أي من يوم الولادة، وسبب هذا الفيروس إصابة كبيرة في الكبد، وتكلسات في الناحية الصدغية الفوقية اليمنى للدماغ، وتكلسات نقطية في ناحية الجبهة اليمنى، وقرب حافة البطين الجانبي الأيسر، تم تغطية الانتان بالمضاد الفيروسي Ganciclovir 500 mg i.v لمدة 6 أسابيع، والحمد لله رب العالمين كانت نتيجة تحليل PCR هي عدم وجود أي نسخة للفيروس, وقيم خمائر الكبد انخفضت بشكل كبير، وآخر نتيجة كانت كالتالي:

Gamma G.T: 112.1 - ALP : 903.5 - ALT(SGPT) : 65.7 - AST(SGOT ) :46.3

قمنا بعمل اختبار القدرة السمعية قبل أيام OAE والحمد لله كانت النتيجة إيجابية، وأخبرنا الطبيب المختص أنه لا يمكن عمل تخطيط جذع دماغ للطفلة، بسبب عمرها المبكر ( شهران فقط ) وأنه يجب أن ننتظر للشهر الخامس، للقيام بذلك وتحديد القدرة السمعية بدقة لديها، كذلك لا يوجد التهاب في شبكية العين.

طبيب الانتانية المختص أوصى بمتابعة العلاج الوقائي باستخدام دواء Valganciclovir 50 mg/ml لمدة 6 شهور، من أجل ضمان عدم تناسخ الفيروس وانتشاره مرة ثانية، ولكن من الأعراض الجانبية لهذا الدواء نقص في تعداد الكريات الحمراء والبيضاء، واضطراب في وظائف الكبد، لذلك يجب متابعة هذه الأمور أثناء العلاج .

منذ ولادة الطفلة ألاحظ أنها دائما تقوم بحركات شد اليدين والرجلين بكثرة، ولكن بدون وجود أي أعراض تدل على نوبة أو ارتجاف أو اهتزاز فقط شد.

منذ نحو أسبوع بدأت ألاحظ أن وجه الطفلة يحمر عندما تقوم بشد يديها ورجليها، وأيضا مع عدم وجود أعراض تدل على نوبات والحمد لله, وبالنسبة لنوم الطفلة أحيانا تنام لأربع وخمس ساعات متواصلة، وأحيانا تستيقظ بعد خمس دقائق من نومها! وبشكل متكرر ويترافق ذلك مع شد في اليدين والرجلين واحمرار الوجه، مع صدور صوت ناتج عن عملية الشد.

قبل يومين ذهبت لاستشارة طبيب أعصاب من أجل متابعة وضع الطفلة، فقام بعمل تخطيط كهربائي للدماغ، فتبين وجود شحنات كهربائية زائدة في الدماغ، في منطقتين حيث توجد التكلسات، فأوصى الطبيب بإعطاء الطفلة دواء Tegretol ، وهو كما فهمت لعلاج الصرع وأخبرني أن الطفلة لا تعاني من نوبات صرع، ولكن نريد أن نحد من تأثير هذه الشحنات الكهربائية على خلايا المخ من أجل عملية التطور العصبي للطفلة .

ما مدى دقة هذا التشخيص من قبل طبيب الأعصاب؟ وخصوصا لطفلة بعمر شهرين من باب أخذ الرأي والمشورة من أصحاب الاختصاص، وليس من باب التشكيك بتشخيص الطبيب.

قرأت أن هذا الدواء لديه أعراض جانبية تتمثل في نقص تعداد الكريات الحمراء والبيضاء، فهل من الممكن هنا أن تحدث حالة تداخل دوائي بين عقار Valganciclovir وعقار Tegretol ؟ وأيضا هل توجد خطورة على صحة الطفلة حيث أن كلا الدواءين يؤثر على تعداد الكريات الحمراء والبيضاء، والصفائح الدموية، وممكن أن يسببا اضطرابا في وظائف الكبد.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاج الموصوف للطفلة بخصوص الفيروس (الجانسيكلوفير والفالجانسيكلوفير) هو العلاج للفيروس (Cytomegalovirus).

هو علاج مناسب، وإن كان له آثار جانبية، فدائماً ما نوازن في الطب بين الفائدة والآثار الجانبية للعلاج، ونختار الأقل خطورة على المريض، وفي مثل تلك الحالات يجب عمل تحاليل دورية، ومتابعة لصورة الدم الكاملة لدى الطفلة كل شهر أو شهرين على الأكثر.

أما بخصوص التيجريتول فلا مشكلة من إعطائه مع الفالجانسيكلوفير حيث لا يوجد تعارض بينهما من الناحية الدوائية، وكما ذكرت سالفاً أن متابعة الطفلة من خلال تحليل صورة الدم الكاملة هام، كما يجب عمل تحاليل لوظائف الكبد كل ثلاثة أشهر على الأقل.

القرار بإعطاء التيجريتول للطفلة قرار لا أملك أن أرفضه، لأن الطفلة تعاني من تكلسات بنسيج المخ، وهناك نشاط كهربائي زائد، ومن الجائز جداً وجود تشنجات عصبية عند الطفلة تحتاج مثل هذا الدواء، والتشنجات في ذلك العمر الصغير لا تكون على الصورة المعتادة في ذهن عامة الناس، فالتشنجات العصبية لها أشكال عديدة، وفي العمر الصغير تكون أحياناً غير ملحوظة بشكل قوي لذا قرار استخدام علاج للتشنجات أعتقد أنه صائب.

الحالة تحتاج للمتابعة الإكلينيكية والمعملية، وتحتاج من الأهل الصبر والاحتساب عند الله سبحانه وتعالى، فهذا ابتلاء ولا نملك سوى أن نحمد الله ونشكره، ما دمنا قد قمنا بما هو علينا من إجراءات طبية من تحاليل وعلاج وخلافه، ونتمنى لك كل الخير أنت وابنتك وكل من تحب.

هذا والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً