الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من نظرتي السيئة تجاه الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، بعمر 19عاما، مشكلتي أنني حساسة جداً, وأتضايق من أي موقف, وأي كلمة آخذها على محمل سيء.

بدأت مشكلتي منذ أربع سنوات بعد موقف في المدرسة حصل لي, فكم فقدت من العلاقات الاجتماعية بسبب هذه المشكلة, لا أحتمل أي مزحة أو كلمة, مثلا في بعض الأحيان تمازحني إحدى الصديقات بكل براءة دون أن تقصد إهانتي أو إزعاجي, لكنني آخذها على محمل الجد وأتضايق, وأشعر بأنها تهينني, أصبحت لا أبادر بأي شيء, مثلا لا أبدأ بالسلام أو بصداقة جديدة,

أنا في كلية الهندسة المعمارية, وكما تعلم أن هذه الكلية تحتاج غالبا للعمل في مجموعات (جروب) وهذا بالنسبة لي كابوس, أشعر وكأن كل الأعضاء فيه يريدون إقصائي, يريدون عدم الأخذ برأيي, وأشعر دائما أنهم لا ينجذبون لي, وأنني أحيانا لست عضوا في هذه المجموعة, مع أنني -والفضل لله- من المتفوقين.

هذا موقف حصل معي: إحدى صديقاتي كانت تقف على مسافة بعيدة مني, وعندما رأتني حركت لي يدها لكي آتي إليها, لكنني تظاهرت بأنني لم أرها, وقلت في نفسي لم لا تأتي هي إلي, لو أرادت مني شيئا فلتأت إلي! وعلى هذه الشاكلة فقدت جميع أصدقائي, أو ضعفت علاقتي بهم, وأنا مكتوفة الأيدي فأنا أحبهم فعلا, ولكن لا أدري لم آخذ كل شيء بالنية السيئة, فأنا أضع دائما أمامي أن الناس سوف يهينونني أو يسخرون مني بتصرف ما, أو بكلمة تصدر منهم, ولذلك أنا لا أكون أي علاقات جديدة, مع أن البعض يتقرب مني.

أرجوكم أفيدوني, حالتي الاجتماعية يرثى لها, ولقد تعبت من فقدان من أحب.

أعتذر على الإسهاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hana حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

لا شك أن الوضع الذي شرحت في سؤالك ليس بالأمر السهل عليك، وأن ترغبين في تغيير هذا الحال, وربما يفيدك جدا أن تعرفي أولا ما هو تشخيص هذه الحالة التي وصفت بشكل جيد في رسالتك، وما هو عنوانها.

هناك شيء هام في حياتنا وهي "المهارات الاجتماعية" (Social Skills) وهي قدرة الإنسان على حسن التواصل مع الآخرين، ببساطة ومن دون التحليل العميق والشكوك بنيّاتهم، وإنما التصرف معهم بعفوية، وانطلاقا من سلامة الصدر وبراءة الناس, وهذا لا يعني أن يصبح الإنسان عرضة للانخداع بالمخادع، فالحذر مطلوب إلا أنه الاستثناء وليس الأصل.

من مظاهر ضعف المهارات الاجتماعية الحساسية الزائدة، واستمرار تأويل أفعال الناس وأقوالهم على أن فيها ما يثير الشكوك، وكما ورد معك في رسالتك.

ليس هناك من تعارض بين ضعف المهارات الاجتماعية وبين أن يكون الإنسان ذكيا معرفيا, أو أن يكون متقدما دراسيا، إلا أن من نتائج ضعف هذه المهارات صعوبة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، وكما يحصل معك.

تنمو المهارات الاجتماعية من خلال التجربة والاحتكاك والتعامل مع الناس، وليس من خلال تجنبهم، وكذلك من خلال تعلم تعديل السلوك والتعلم من الأخطاء والممارسات التي لا يرتاح لها الشخص.

الذي عليك فعله هو إعطاء نفسك فرصة مناسبة للاحتكاك بالناس والتعامل معهم، ولو رويدا رويدا، ومن الطبيعي أن يكون الأمر صعبا في البداية إلا أنه يهون مع الوقت ومع اكتساب الخبرة.

لا شك أن الثقة بالنفس ستعينك جدا، فحاولي تنميتها من خلال ممارسة الأنشطة والهوايات التي تسعدك وتزيد من ثقتك.

وفقك الله، ويسّر لك طريق التواصل مع الناس.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً