الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيني وبين الوسواس صراع دائم، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة أعاني من الخفقان السريع بالقلب، وضيق التنفس، والتثاؤب، وبدأت الحالة نتيجة مرضي بالوسواس، ثم بدأت العلاج السلوكي.

استخدم (الفافيرين)، وخفقان القلب يزداد وينقص، علماً أن قلبي سليم، وضغط الدم طبيعي، وأخبرني الطبيب بوجود تهيج بالمعدة نتيجة العصبية، وكنت سابقاً شرهة في أكل الشوكولاتة، وشرب النسكافيه، وبعد العلاج السلوكي والدوائي، أصبحت أقوى من الوسواس وتغلبت عليه.

أعرف أن ما يحدث لي هو مجرد وسواس أستطيع التغلب عليه، وأنه لا يستحق انتباهي ولا تفكيري، ولكنه يتغلب علي أحياناً، حيث تسبب لي بموقف حرج، فجعلني أتلفظ على صديقاتي بألفاظ بذيئة بلا سبب، لمجرد إشباع رغبة وهمية.

سؤالي: قمت بزيادة الجرعة إلى (250 )، فهل هذا تصرف جيد؟ الوسواس جاءني بمرحلة عمرية مبكرة، وأفكاري هي من الوسواس فأين هي شخصيتي؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النقطة الأولى توضح أن الوساوس قد تحسنت جدًّا، وأن أحوالك النفسية طيبة، وذلك من خلال العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، لكن بقي معك موضوع خفقان القلب، ويكثر حين يأتيك شيء من التنازع الوسواسي.

إذًا هذا الأمر مرتبط بشيء من القلق، وفي هذه الحالة نبحث عن الأساليب التي تزيل أو تقلل القلق الذي تعانين منه، ومن أفضلها قطعًا تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرصي عليها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتطبقي ما بها من إرشاد، وما دام الأطباء قد أكدوا لك أنه لا توجد أي علة عضوية، هنا يجب أن تتناولي عقار (إندرال) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول).

الجرعة هي أن تبدئي (بعشرة مليجرام)، تناوليها يوميًا صباحًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها (عشرة مليجرام) صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم (عشرة مليجرام) صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بالنسبة للتنازع الوسواسي: هذه ظاهرة نشاهدها مع نهايات الوساوس، ولا تنزعجي لها، فقط لا تناقشي الوساوس، ولا تعطيها أي مجالاً لتظهر مرة أخرى.

النقطة الثانية: الذي حدث بالطبع هو شيء مؤسف، والمعهود والمعروف أن الوسواس ذات الطابع السيء صاحبها لا يتبعها أبدًا، فأنا مستغرب بعض الشيء أنك تلفظت بالألفاظ غير المرضية، والتي نتج عنها تجريح في علاقتك مع صديقاتك، عمومًا قد يكون الذي حدث، هو نوع من التنفيس النفسي، يعني تعبيرك عمَّا بداخلك، كان وسيلة لتخفيف الضغط النفسي الداخلي عليك، ونحن نعتبرها حالة عابرة، حدثت وانتهتْ، و-إن شاء الله تعالى- لن تتكرر مرة أخرى.

جرعة (الفافرين) لا مانع أن تكون حتى (ثلاثمائة مليجرام) في اليوم، هذه هي الجرعة السليمة، وجرعة (المائتي وخمسين مليجراما)، أعتقد أنها سوف تكون كافية جداً،إذًا تصرفك سليم جدًّا.

النقطة الثالثة: قطعاً التفكير يؤثر على الشخصية، والشخصية تؤثر على التفكير، كلاهما مرتبط مع بعضهما البعض، ونستطيع أن نقول أن سبعين بالمائة، من الذين يعانون من الوساوس القهرية، تحمل شخصياتهم بعض سمات الوساوس، هذا يكون من بدايات الطفولة.

ظهور الوساوس لا يعني أن ذلك ذوب شخصيتك، أو لم يعطها فرصة التكون، والتكوين، والبناء، شخصيتك سليمة، وتقرير ماهيتها يأتي من خلال ملاحظاتك عن ذاتك، وملاحظات الآخرين، وملاحظات المعالِج، وربما يحتاج الأمر للقيام بما يعرف بقياسات الشخصية، وهذه يقوم بها المعالج، لكن انطباعك العام عن نفسك بكل تجرد، هو انعكاس، أو يعطيك فكرة جيدة عن سمات شخصيتك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً