الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أتمنى الصيدلة فالتحقت بالطب البيطري، مما كرهني بالدراسة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية -سنة أولى-، عمري 17 سنة.

منذ صغري أحلم بدراسة الصيدلة، لذلك كنت أجتهد، وأدرس بحماس، وهذه عادتي منذ الصغر، وعندما تخرجت في الثانوية، تحطمت أحلامي بفارق واحد بالمئة، حيث كان المجموع لا يؤهلني لكلية الصيدلة، فقرروا أهلي أن ألتحق بكلية الصيدلة في جامعة أهلية خاصة، لكن الجامعة لم ترد بالموافقة، والتنسيق رشح لي كلية الطب البيطري، والتحقت بها.

ظللت بالكلية فترة، ولم أستطع التأقلم مع الوضع، لم أحبها، ولم أحب الحيوانات، وبقيت مكتئبة، إضافة لصعوبة المواصلات التي كرهتني بالكلية أكثر.

فوجئت بعد ذلك، بموافقة الجامعة الخاصة على التحاقي بكلية الصيدلة، مما أفرحني ذلك جداً، خاصة أن مشكلة المواصلات ستحل أيضاً.

بعد أن تحقق حلمي وأصبحت في كلية الصيدلة، صرت أشعر بعدم الرضا، ولست راغبة في إكمال دراستي -فأنا متأخرة في المنهج عن زملائي بسبب رد الجامعة المتأخر-، ولا أحب مادة الكيمياء -رغم تفوقي فيها بالثانوية العامة-.

أصبحت أبحث عن الأسهل، لا أريد أن أبذل جهداً، لا أريد أن أفكر بالدراسة، أريد أن أعيش حياتي بلا هموم من دراسة وغيرها.

كنت اجتماعية مرحة، فصرت أتضايق كثيراً، وأتملل من كل شيء، فالمرحلة الثانوية غيرت في شخصيتي كثيراً نحو السلبية، والآن أفكر في البحث عن شيء يحببني في الدراسة، ويجعل لي هدفاً.

سؤالي: ماذا أفعل لأعود كما كنت سابقاً؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل والكتابة إلينا بهذا.

لا شك أنها كانت مرحلة صعبة جداً، أن تدمر حلم حياتك على درجة من مئة درجة، ولا شك أن دوامك في كلية البيطرة -وخاصة إذا كنت لا تحبين الحيوانات-، لا شك أنها كانت فترة صعبة جداً، وخاصة أن معظم من يدرس البيطرة يأتيها؛ لأنه بالأصل يحب الحيوانات، وأضيفي إليها صعوبات المواصلات، ولكن هذا الكابوس قد انتهى الآن، فماذا أنت فاعلة؟

وقد أتاحت لك الجامعة فرصة الالتحاق بقسم الصيدلة، وتحقيق حلمك الذي بنيته طوال حياتك، وصحيح أن جوابهم أتى متأخراً قليلاً، ولكن كان يمكن أن لا يأتي أبداً، أو يأتي العام القادم، وكما يقال: أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، تصوري لو وافقت الجامعة العام القادم، وبعد أن قضيت سنة في طب البيطرة!

وصحيح أنك تعبت كثيراً في الثانوية -كحال الكثير من الطلاب-، ولكن حان وقت قطف ثمار هذا التعب، وهذا الجهد، وأن تلحقي بالفرع الذي اخترت، والذي وقف أهلك معك في اختياره.

قد تحتاجين لبعض الجهد المضاعف في البداية، لتلحقي بالدروس التي فاتتك، ولكن هذا الجهد لن يضيع سدى، حيث سيعينك على الانطلاق السريع، مما يمكن أن يتيح لك -أيضاً- حتى تجاوز الكثيرين ممن بدأ الدراسة من أول العام.

فهيا شدّي الهمّة، وما حققته في الماضي يمكنك أن تعيديه من جديد، ولا شك أنك تستحقين هذا الفرع، مما يشير إلى إمكاناتك الدراسية، فهيا استمري في فعل ما فعلته من قبل.

والله يوفقك، ويفتح لك، لتكوني من المتفوقات، ولتفيدي الكثير من خلق الله في تخفيف معاناتهم، وإيصال الدواء المناسب لهم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً