الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي توقف منذ 7 سنين عن إكمال بيتنا ولم يبق له إلا القليل

السؤال

السلام عليكم

أكتب لكم مشكلتي بعد أن ضاقت عليّ سبل حلها، فهي تكمن في زوجي الذي يشهد له القاصي والداني برجاحة العقل، وحسن التدبير والتخطيط، والتنظيم داخل إطار الأسرة وخارجها، وعلى مستوى عمله أيضاً، فلا يعقل لرجل يملك كل تلك الصفات أن يترك بيتاً لم يبق على دخوله سوى تشطيبات نهائية لا تأخذ سوى شهراً أو شهرين، نحن ننتظر بيتاً من ثلاث أدوار، بخامات غالية وتخطيط جميل متناسق منذ سبع سنين، والسبب هو عدم التفاهم مع المقاول في بعض الأمور البسيطة، التي يمكن حلها بالتنازل عن الاتفاقية، وإحلال مقاول آخر، لكن هيهــــات، لقد حاولت إقناعه بشتى الطرق السلمية، وكلمه القريب والبعيد عن هذا الموضوع، فأجابهم: سأفعل، سأقوم .. سأكمل بناء المنزل -بإذن الله-. لكن لا حراك.

استخدمت الصراخ والعويل والبكاء، والشكوى والنياح وكل ما يملكه لساني من أسلحة، وألبت عليه أمه وأباه، وأمي وإخوتي، وإخوته وأطفالنا، ولم أجد جواباً شافياً ولا رداً حازماً، لقد تقطعت بي السبل، فقمت بقراءة سورة البقرة في ماء، ورششت البيت بها، ويراودني التفكير في عمل لافتة لعرض البيت للبيع، فيهرع المتصلون إلى إيذائه باتصالاتهم، كذلك هناك من أشار عليّ بالذهاب إلى عيادات تعالج بالقرآن، المشكلة أنه لا يريد الذهاب للبيت أو رؤيته أو حتى المرور من جانبه، فماذا أفعل أنا وأطفالي الخمسة في بيت إيجار، لا يلبي طموحاتنا وتوسعاتنا المستقبلية؟ علماً بأننا ميسورو الحال، فالمسألة ليست مادية بل هي نفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نشكر لك هذا الثناء الجميل على زوجك، وهذا العقل الراجح والقدرات العالية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرده إلى الحق والصواب، وكنا نحب أن نسمع الردود التي يقولها، وما هي وجهة نظره في هذا البيت؟ وما هي طبيعة الخلافات بينه وبين المقاول الذي اختلف معه في شأن هذا البيت؟ لأن معرفة هذه الأمور، معرفة الدوافع الفعلية والخلافات الحقيقية، ووجهة نظر زوجك، من المهم جدًّا معرفة هذه الأشياء حتى نستطيع أن ننظر للموضوع من كافة الزوايا، وعلى كل حال فإن هذه الأمور إذا كان هناك خلاف، هناك جهات رسمية هي التي تحل هذا الخلاف، وإذا كانت هناك أمور قليلة متبقية لإكمال البيت، فهذا أمر ميسور.

وكنا نريد أن نعرف وجهة نظر أهله جميعًا، هل هناك إنسان له علاقة خاصة به يستطيع أن يعرف الدوافع الفعلية لرفضه إكمال هذا المشروع وهذا المشوار؟ ولست أدري هل يجد في نفسه انقباضًا؟ لا يريد أن يرى البيت، لا يريد أن يُكمل، لا يريد كذا! عند ذلك فعلاً قد نحتاج إلى رقية شرعية، وهل هو مستعد للذهاب لراقٍ شرعي حتى يأتي ويقرأ رقية شرعية في داخل البيت ويقرأ عليك؟ وما هي البدائل التي يطرحها؟ وما هي وجهة نظره؟ نحن نريد أن نرى الصورة كاملة.

ولكن على كل حال نحن لا نؤيد الاشتداد عليه وتسليط الناس عليه، لا نؤيد مثل هذه الأشياء، رغم أننا كنا نريد أن نعرف طبيعة الزوج، هل هو من النوع المعاند؟ ما هي ردة فعله؟ هل هو راضٍ عن التصرفات التي تقومين بها؟ بماذا يرد على الناس؟ هذا يحتاج إلى وقفة معه، أما إذا كانت هناك إجابات تفصيلية، كأن يفصِّل مع الخال أو مع العم في أسباب رفضه وأسباب نفوره، هذه أمور تحتاج إلى أن نقف عندها بالتفصيل، فنتمنى أن تكتبوا لنا بهذه التفاصيل، وتكتبوا لنا وجهة نظره التي في نفسه حتى ولو لم يبح بها، لأننا عند ذلك نستطيع أن نناقش المسألة بكافة أبعادها، وعلى كل حال فإن الرقية الشرعية نافعة، وهي أذكار وأدعية يتوجه بها الإنسان إلى الله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات