الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم تفوقي لم أستطع دراسة الطب لضعف الإمكانيات... فما توجيهكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب عمري 18 سنة، تخرجت من الثانوية العامة السنة الماضية، مشكلتي هي أنني كنت أحلم بأن أصبح طبيباً، وأردت دراسة الطب، وقررت ذلك، وللعلم أنا متفوق في دراستي ولله الحمد ( سواء في الثانوية أو اختبار القدرات أو التحصيلي ) ولكن لم أستطع دراسة الطب؛ لأن الجامعات هنا لا تقبل إلا سعوديين في تخصص الطب، وفي الأردن لم أستطع لأني من أصل فلسطيني، وقد درست الثانوية في السعودية، والجامعات الخاصة تكلف أكثر من مئة ألف في السنة الواحدة، ولا نستطيع تحمل هذا المبلغ.

والآن أنا دخلت جامعة أخرى لا يوجد بها التخصصات التي أرغبها وأحبها، وإلى الآن أفكر وأحلم بالطب.

أرجو منكم جزاكم الله خيراً أن تنصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحييك -أخانا الكريم- على روحك العالية، وهمتك المتوثبة، فهكذا شأن المسلم يبحث عن المعالي، وعن الوصول إلى مبتغاه وغايته المشروعة.
نشاطرك الأسى لوضعك الحالي، ولكن عادة المسلم ألا يستسلم للضغوط، ولا يركن للإحباط!

فطالما أنك لم تتوفق في دخول الكلية التي ترغبها، فهذا ليس معناه نهاية الحياة، ولا نهاية العطاء، بل عليك الانتقال للخيار الثاني الذي ترغبه بعد الطب، فإن لم يتيسر فانتقل للخيار الثالث، وهكذا.. فحياة الإنسان مجموعة من الخيارات، وهو الذي يختار.

أقبل على دراستك الجيدة بكل جد واهتمام، وحقق فيها نجاحك، وستجد أن هذا التخصص الجديد سيحل تدريجيا في حياتك، ويتسلل إلى عقلك الباطن ليستوطن مكان التخصص القديم الذي كان محببا لك، المهم أن تأخذ الأمور بسلاسة وفاعلية بعيداً عن التشاؤم.

وما يديرك لعل الله تعالى صرف عنك ذلك التخصص لحكمة يعلمها، فالمرء قد يحب شيئا ثم لا يمكنه ربه منه رفقا ورعاية به، ومصداقا لقول الله تعالى: (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم... الآية).

احرص على أداء حق الله تعالى وما افترضه عليك، توكل عليه، فوض أمرك إليه، ستجد فيه العوض من كل ما فاتك.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً