الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقضي على الشعور بفقد الاتزان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ شباط 2012 وأنا أعاني من حالة لا أستطيع وصفها جيدا، أشعر بثقل الرأس مع حرقة وتدميع في العينين، مع شعور بأني غير متزن بعض الشيء، هذه الحالة تأتي وتذهب في فترات متفاوتة، قد تصل إلى شهر أو شهرين أو أكثر ثم تعود، وأعاني منها فترة ما، ثم أتخلص منها مجددا.

منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم ذهبت إلى الأطباء أكثر من 30 مرة، وهم أخصائيون في الجملة العصبية والأنف والأذن والحنجرة والعيون وأمراض الدم، وعملت كل الفحوصات في مراكز طبية جيدة، والنتائج كلها سليمة و-لله الحمد-، منها فحوصات الدم والأشعة المقطعية للدماغ.. الخ.

علما أني آكل جيدا، وأنام جيدا، وأعمل كالمعتاد، ولا أعاني ضعفا جنسيا، وليس لدي صداع حتى هذا اليوم، ولكن ألاحظ أن حالتي ازدادت سوء منذ ما بعد 2013/9/10/، وازداد شعوري بالخوف من السقوط في أي لحظة، علما بأنه ليس دوار، وإنما شعور قوي بإمكانية السقوط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هلكورد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن هذا الشعور سخيف، شعور افتقاد الاتزان وأن الواحد سوف يسقط، وهو كثيرًا ما يكون مُعلاً لصاحبه، ويعطيه دائمًا الشعور بما نسميه بالقلق التوقعي، يعني أن تكون غير مطمئنٍ، وتأتيك تساؤلات داخلية: ما الذي يجري؟ متى سوف تحدث لك هذه الحالة؟ .. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أنت -الحمد لله تعالى– قمت بالإجراءات الصحيحة وكانت سليمة جدًّا، وهي أنك قابلت الأطباء من أصحاب الرأي والاختصاص، وكانت النتائج رائعة وسليمة، أي أنك لا تعاني من علة عضوية -لا في الجهاز العصبي ولا في الجهاز الأنف والأذن والحنجرة- تفسّر هذه الأعراض.

إذًا الذي بقي هو أنه في بعض الأحيان تكون هذه الأعراض قد بدأت بدايات بسيطة، بدايات عضوية، مثلاً التهابًا بسيطًا في الأذن الداخلية، لا يشعر به صاحبه، وبعد ذلك يتأتى منه شعور بالدوار أو عدم الاتزان أو شيء من هذا القبيل.

إذًا هذه الحالات الخفيفة حتى وبعد أن تنتهي وانتهى أثرها العضوي لكنها قد تُحدث ما نسميه بالارتباط الشرطي، بمعنى: ما حدث سابقًا يكون قد ارتبط شرطيًا في نفس الإنسان، مما يجعل هذه الحالات تنتابه من وقت لآخر، وهي في هذه الحالة ذات طابع نفسي.

أيها الفاضل الكريم: هذا تفسير علمي أراه، وهنا أقول لك: يكون العلاج بالتجاهل والتجاهل التام، والطمأنينة أنه لن يحدث لك مكروه- إن شاء الله تعالى– ولن تسقط, ارمِ على نفسك وأسقط هذه الإيحاءات، فهي ذات قيمة علاجية، وفي ذات الوقت مارس تمارين الاسترخاء، مارس الرياضة، اصرف انتباهك، ولا مانع من أن تتناول دواءً مثل عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميًا (سلبرايد)، مفيد جدًّا في هذه الأعراض، وجرعته هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم التوقف عنه.

والبعض أيضًا يتناول عقار (نتروبيل) وجرعته هي أربعمائة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عنه.

هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن تطمئن، وقطعًا لا بأس من أن تراجع أطبائك مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وأعني بذلك طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

البعض يعطي طبعًا عقار (بيتاسيرك) وهنالك عقار (استجارون)، هي أيضًا أدوية تجريبية مفيدة في مثل هذه الحالات، لكن أعتقد أن الدوجماتيل والنتروبيل هما الأفضل على الأقل لتغطية الجانب النفسي المتعلق بمثل المشاعر التي تأتيك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في موقعك هذا –موقع إسلام ويب-.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً