الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النظر إلى أماكن محرجة ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الممتاز الذي يساعد الكثير من الناس.

منذ ثمانية أشهر وأنا أعاني، وكأن حياتي تدمرت، فإني أنظر إلى ما لا أريد، وهو ليس بإرادتي! أنظر إلى من بجانبي بطرف عيني، وعندما أشاهد التلفاز فإني أنظر إلى من بجانبي بدون إرادتي، وأقول: لا أريد النظر، ولكن ليس بإرادتي فأنظر!

ليس هذا فحسب بل الأمر تطور بعد إصابتي بهذا الشيء بأني أنظر إلى أماكن مخجلة، منها الذكر أو الإبط أو أماكن محرجة للناس، فصرت أكره مقابلة أي شخص أو هم بالأحرى لا يريدون مكالمتي أو التحدث إلي، فأنا لا أعرف ما هذا؟! وكيف أتخلص منه؟ أو هل هو حالة نفسية؟!

هناك تفكير يأتيني أني لست مهماً ولا أحد يهتم بي، وكأني أنقص من شأن نفسي أو أعتبر الناس لا يهتمون بي، مع أنهم يهتمون ويحبونني قبل هذا الشيء الذي أصابني، وهناك أفكار أخرى: أقول في نفسي: إنه لا وجود لله!

علما أني أصلي وأعبد الله بإخلاص، لكن بعد أن أصابني هذا الشيء، كأن حياتي تدمرت.

أرجو منكم أن تجيبوني سريعاً، أنا أريد علاجاً حتى وإن كان دواء، أريد أن أشفى بسرعة؛ لأنني في وقت حرج من حياتي، في آخر صف في حياتي، الذي سيحدد مستقبلي، وكل هذه الأمور تشغل تفكيري، وتحبط معنوياتي.

مثال على ما يحدث لي: أنا أنظر إلى ذكر المدرس، أو إلى إبطه، وهو يخجل أو أنا أخجل وأحني رأسي إلى الأسفل، ولا أستطيع الانتباه على المدرس في معظم الدروس.

بين أهلي أنظر إلى عين أبي، وأبي يبدأ بوضع كفه على وجهه كي لا أنظر إليه، أنا تعبت -والله- من هذا الوضع، مع أني أدعو الله في كل صلاة, أنا أريد دواءً سريع الشفاء، إن شاء الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المكونات الأساسية لأفكارك وتصرفاتك هي مكونات وسواسية، ما ذكرته حول الذات الإلهية، ما ذكرته حول أنك تنظر إلى عورة الرجال (مثلاً): هذا كله نوع من الوسواس القهري.

الوسواس هو فعل نقول: إنه إرادي لكنه متسلط على الإنسان، بمعنى: أن الإنسان كأنه مكره على القيام به، وإذا لم يفعله يحس بالقلق الشديد، لكن الإنسان يكون مستبصرًا بأن هذا الأمر سخيف ولا داعي له.

هذه وساوس قهرية، والعلاج الدوائي متوفر، وإن شاء الله تعالى سوف يفيدك كثيرًا، إنِ استطعت أن تقابل طبيبًا نفسيًا فهذا جيد، وإن لم تستطع فعقار (بروزاك) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين) سوف يناسب عمرك جدًّا، وقد تجد الفلوكستين في العراق تحت مسميات تجارية أخرى، تبدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجرامًا، تستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، وهذه الجرعة مهمة حتى يتم البناء الكيميائي التام.

بنهاية هذه الجرعة سوف تحس براحة شديدة - إن شاء الله تعالى – هنا خفض الجرعة اجعلها كبسولة واحدة في اليوم، وهذه هي فترة العلاج الوقائي، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعل الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أيها الفاضل الكريم: طبعًا تحقير هذه الأفكار مهم، محاولة أن تصرف انتباهك عنها أيضًا مهم، استبدالها بأفكار وأفعال مضادة أيضًا سوف يفيدك، يعني مثلاً قل: (أنا بدلاً من أن أنظر إلى عورة المدرس سوف أنظر إلى الأرض، أو سوف أقول: أستغفر الله العظيم) وهكذا، يعني أحضر بديلاً يكون مخالفًا للفعل الوسواسي.

أما بالنسبة لموضوع الأفكار التي تأتيك حول الذات الإلهية: هذه يجب أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ولا تناقش هذا الفكر، ووجه كلاما مباشرا لهذه الفكرة قائلاً: (أنت فكرة حقيرة، لن أناقشك، أنت وسواس حقير) وهذا يكفي تمامًا.

أيها الفاضل الكريم: اجتهد في دراستك، وكن بارًا بوالديك، وإن شاء الله تعالى يأتيك فلاح الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً