الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار سيئة تؤرق علي حياتي، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أود أن أشكركم على جهودكم في الرد على الاستشارات..

السؤال الأول:

أنا فتاة أبلغ من العمر 11 عاما، وكانت تأتيني أفكار سيئة عن الدين، ولكنها خفت قليلا منذ مدة، وأصبحت تأتيني ولكن دون أن تؤثر علي – والحمد لله -، ولكنني أحب الرسم، وعلمت مؤخرا بأن الرسم حرام فتركته، وبحثت عن هواية أخرى، فوجدت الخياطة مناسبة لي، وبقيت مدة، وتعلمت الخياطة، وسار الأمر بشكل جيد حتى أتى يوم وأنا أخيط، شك الدبوس يدي، فتخيلت وكأني أضع الإبرة فتخرج من الناحية الأخرى، أو أني أخيط فمي، وأشياء أخرى مرعبة، فكيف أتخلص من هذه الأشياء؟

السؤال الثاني:

صديقتي المقربة في مثل سني، وتفكر في أمور وأسئلة محرمة، وطلبت مني أن أرسل الاستشارة، فقد تفيدوها، فهي عندما تسمعها؛ يحصل لها ضيق بالتنفس، وتصبح عصبية، وقلبها ينقبض، فهل بها مكروه؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأفكار التي كانت تأتيك عن الدين ربما تكون من الأفكار الوسواسية، - والحمد لله - أنك استطعت التغلب عليها، أما ما تتخيلينه بأنه سيحدث كذا أو كذا فهذه مجرد توقعات لحدوث أشياء غير مرغوب فيها، ولا يتمناها الشخص، فأنت ممتلكة لإرادتك ما دام عقلك سليم - والحمد لله -، فتستطيعين طرد أو تكذيب مثل هذه التخيلات، لأن الواقع شيء والخيال شيء آخر.

فنقول لك: استعيني بالله، وقولي بسم الله في بداية أي عمل تريدينه، فإنه لا يصيبك مكروه - إن شاء الله -، وحاولي الاستفادة من خيالك في تصور التصميمات الجميلة والأداء الجيد لهواياتك.

بالنسبة لصديقتك: ربما تكون الأفكار التي تشغلها نوع من الوساوس القهرية، وهي تأتي للفرد في شكل أفعال أو أفكار تسيطر على العقل وينشغل بها البال، على الرغم من كراهيته لها، فينتج عن ذلك الضيق أو القلق والتوتر، فعليها أن لا تستجيب لها، بل تحقرها وتتجاهلها، وتُذًكر نفسها دائماً بأنها على العقيدة الصحيحة، وأنها تدرك الحلال والحرام، وتسأل الله أن يريها الحق حقاً فتتبعه، وأن يريها الباطل باطلاً فتجتنبه، ونوصيها بالمحافظة على الصلاة، وتلاوة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، فإنها ستكون - إن شاء الله - وقاية وحفظا لها مما تخاف منه.

هذا بالإضافة إلى ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي لخفض القلق والتوتر الناتج عن هذه الأفكار.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً