الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امتنعت عن السفر 9 سنوات بسبب خوفي من الطائرة.

السؤال

السلام عليكم..


أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، أعاني من المزاج المنخفض، وتم -بحمد الله- إيجاد الدواء المناسب لذلك وهو cipramil، ولكني أعاني من فوبيا شديدة من الطائرة، حيث إني امتنعت عن السفر لمدة 9 سنوات تقريبا، كنت فتاة طبيعية تحب السفر كثيرا، ولكن تفاجأت بأني مصابة بالفوبيا والتردد قبل السفر كثيرا، أو الرجوع من المطار إلى المنزل.

أرجو المساعدة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

امتناعك عن ركوب الطائرات لمدة تسع سنوات قطعًا هذا دعم وثبَّت وقوّى سلوك التجنب لديك، وسلوك التجنب عزز خوفك من الطائرة، إذًا أنت لديك سلوك مكتسب ومتعلم تم تعزيزه بصورة قوية جدًّا مما أدى إلى استمراره، والعلاج متوفر - أيتها الفاضلة الكريمة - لكن يتطلب منك الالتزام والجدية في تعليم الإرشادات، وأنا أفضل أن تحضري إلى قسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية لتقابلي أحد المختصين، وسوف يضع لك برنامجا علاجيا كاملا -إن شاء الله تعالى-.

البرنامج العلاجي يتمثل (أولاً) بتصحيح المفاهيم، كثيرًا من الذين يعانون من المخاوف - أيًّا كان نوعها - لديهم أفكار افتراضية خاطئة، وعلى ضوء هذه الأفكار بدأوا يتخذون قرارهم بالابتعاد عن مصدر خوفهم.

ثانيًا: سوف يتم تعريضك إلى مصدر الخوف، والتعريض يكون من خلال التشبع المعرفي، بمعنى أن يتيح لك المعالج أن تقرئي عن الطائرات، أن تعرفي تاريخها، من الذي اخترعها، كيف نشأت، كيف بدأت، كيف تسير، ما هي تطوراتها، فهذا الإشباع المعرفي فيه نوع من التعريض لمصدر الخوف، وهذه بداية ممتازة جدًّا، ثم بعد ذلك يعرض عليك المعالج بعض الأفلام وبعض المواقع التي توضح كيفية السفر بالطائرات، هذا أيضًا فيه نوع من التعريض والتعريض المباشر جدًّا.

ثالثًا: قد يُطلب منك الذهاب إلى المطار بصفة يومية لمدة أسبوعين، هذا ليس بقصد السفر، إنما بقصد تكثيف التعريض، وتكثيف التعريض هذا نعتبره علاجًا أساسيًا، وحتى في المطارات التي بها مواقع للمسافرين وغير المسافرين بأن يشاهدوا هبوط وانطلاق الطائرات، هذا أيضًا فيه نوع من التعريض، هذا يقرب الإنسان لمصدر الخوف.

رابعًا: استعدادات السفر يجب أن تقومي بها أنت وليس شخصًا آخر (حجز التذاكر - إجراء الجوازات - إعداد الحقائب) هذا يجب أن يكون جزءاً من عملية التعريض.

خامسًا: بعد ذلك سافري رحلة قصيرة بالطائرة مع شخص مرافق لك، ويكون شخصًا مأمونًا بالنسبة لك، وعند ركوب الطائرة يجب أن تقرئي أذكار ودعاء السفر بتمعن وتدبر، وتضيفي إليه {بسم الله مجراها ومُرساها} هذا يُقال بيقين وقناعة.

سادسًا: بعد ذلك يجب أن تسافري ثلاث رحلات متتالية في ظرف أسبوع واحد، هذا نوع من الإطماء أو الإغمار، بمعنى أن جرعة التعريض قد زادت، وهذا نتائجه رائعة جدًّا.

سابعًا: أنت محتاجة لعلاج دوائي، وهناك أدوية فعالة جدًّا، تساعد في علاج الخوف، ولا شك أن الـ (cipramil) دواء جيد، لكن الأفضل منه هو عقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (إندرال) وجرعة صغيرة جدًّا من عقار (البرازولام Alprazolam) كما أن المعالج سوف يدربك على تمارين الاسترخاء، مع التركيز الشديد على نقاط معينة في تمارين الاسترخاء.

هذا هو العلاج، وهذه هي الطريقة، -والحمد لله- هذه الوسائل إذا طُبقت بصورة صحيحة وعلمية نسبة النجاح نستطيع أن نقول مائة بالمائة بفضل الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً