الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر الفافرين على القدرة على الإنجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور: أنا شخصت حالتي بأني مصابة بالوسواس القهري منذ عام، وأتناول دواء الفافرين Faverin حيث كنت آخذ يوميا حبة ونصف، ثم قللتها، وأصبحت كل يوم حبة 100، ثم قللت الجرعة أصبحت 100 يوميا ما عدا السبت نصف حبة فقط، والآن قللت يوم الاثنين أيضا، حيث أصبح نظامي حبة يوميا، ونصف حبة يوم الاثنين والسبت.

دكتوري: أنا لا أراجع طبيبا بعد ما زرته للمرة الأولى، حيث أصبحت أنقص الجرعات لنفسي دون مراجعة طبيب كلما أحسست بالتحسن، هل ما أفعله صحيح؟ وهل يؤثر الفافرين على القدرة على الإنجاب؟

جزاك الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالعلاج الدوائي مفيد ومهم جدًّا في حالة الوساوس القهرية، وعقار (فافرين)، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هو من أفضل الأدوية، والقانون العام لتناول هذا الدواء هو أن يبدأ الإنسان بجرعة صغيرة، خمسين مليجرامًا مثلاً يوميًا، يتناولها ليلاً، وبعد ذلك تُرفع الجرعة إلى مائة مليجرام، ويفضل أن يكون الإنسان على جرعة الخمسين مليجرامًا لمدة أسبوع أو أسبوعين.

بعض الناس يبدؤون مباشرة بجرعة مائة مليجرام، هذا لا بأس فيه، لكن قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة بالتدريج وحسب مراحل ودرجة التحسن، والجرعة القصوى للبالغين هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم.

الأبحاث كلها تُشير أن الاستمرار على الجرعة العلاجية لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر بعد أن يصل الإنسان إلى درجة مقنعة جدًّا من التحسن، أي حين يكون التحسن بصورة واضحة وأصبح مرتاحًا لذلك يجب أن يستمر على الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك يخفض الجرعة العلاجية، وينتقل إلى الجرعة الوقائية، والتي يجب أن يستمر عليها من ثلاثة إلى ستة أشهر، وأنا أفضل هذا المنهج لدرجة كبيرة.

ما تقومين به صحيح ما دمت قد شعرت بتحسن كامل، وبعد أن يكتمل استقرارك النفسي يمكن أن تجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.

لكن الدواء لا بد أن يُدعم بالبرامج السلوكية؛ لأن الذي يحدث هو أن الذين يلتزمون ويجِيدون تطبيق البرامج السلوكية، ويتناولون معها الدواء دائمًا تكون نتائجهم العلاجية هي الأفضل، أما الذين يعتمدون على الدواء فقط فيحدث لهم تحسن ممتاز، لكن بعد التوقف من الدواء تبدأ حالتهم في الانتكاسة مرة أخرى، أما الذين يعتمدون على العلاج السلوكي فقط فقد تتحسن أحوالهم، لكنهم لا يصلون إلى مرحلة التحسن الكامل غالبًا، فإذن تناول الدواء مع العلاج السلوكي هو المنظومة العلاجية الأفضل.

أما بالنسبة لتأثير الفافرين على القدرة على الإنجاب: الفافرين لا يتدخل أبدًا في موضوع الهرمونات النسائية، وليس له أي تأثير على القدرة على الإنجاب، فقط الدواء في حالة الحمل لا يُنصح بتناوله إلا تحت إشراف طبي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً