الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعاني أخي من مرض نفسي، أم هو ممسوس؟

السؤال

السلام عليكم

أخي بعمر 26 سنة، كان قد أصيب بمس من جنية، - ولله الحمد - أنها خرجت، ولكن بعد أن تزوج بمدة، أصبح يتصرف بغرابة، فقد صار يتحدث مع زوجته بأسماء أشخاص لا تعرفهم، ومرة هرب من المنزل، ومرة أخبرها بأنه يتحدث مع القطط، ولكن في إحدى المرات طلب منها طفله الذي يبلغ من العمر 8 أشهر، فخافت، وذهبت إلى إحدى الغرف، وأقفلت الباب عليها، ولم تخرج، فهددها، وأطفأ الكهرباء عليها، وكاد أن يحرق المنزل بالغاز، ولكنها حاولت من ثم أن تسايره إلى أن هدأ، وخرجت من الغرفة.

قبلها بأيام أخبرها بأنه سيقتلهم جميعا، فخبأت السكاكين خوفا عليه وعلى نفسها والطفل، ومرة كان يصرخ بأعلى صوته، ومن ثم أصبح مغشيا عليه، وأحضروا له شيخا ليرقيه خوفا من أن تكون قد عادت له الجنية، ولكن الشيخ أخبرهم بأنه ليس ممسوسا، وإنما مصاب بمرض نفسي.

أرجوكم ساعدونا في تحليل حالته، وما هو الحل الأمثل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذه التصرفات التي تصدر عن هذا الأخ - عافاه الله - هي تصرفات تدل على وجود اضطراب سلوكي، ولا شك في ذلك، وما يقوم به من تصرفات - مع احترامنا له - لا يلامس الواقع الطبيعي، فأفكاره يظهر أنها غير مترابطة، ولا تخلو من عدم الواقعية، مما يدل لافتقاده للبصيرة على الأقل جزئيا، كما أن التهديد هو دليل على عدم الاستبصار، أو وجود انفعالات نفسية داخلية من النوع السلبي.

هذا الأخ - عافاه الله وشفاه - أعتقد أنه يعاني بالفعل من علة نفسية، ولا بد أن يتم تقييمه تقييما صحيحا بواسطة الطبيب النفسي، فانصحي زوجة أخيك هذا بأن تكون هادئة معه، وتنتهج منهج اللطف وعدم المواجهة، ومن ثم يجب أن يتم إقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي، وقطعا إذا قيل له بأنك مريض نفسيا، فهذا سوف يفسره هو بالاستخفاف والازدراء به، وهذا سيزيد من انفعالاته، والذي ننصح به في مثل هذه الحالات: هو أن يتحدث معه شخص واحد، ذو تأثير عليه، وليس من الضروري أن يكون هذا الشخص المؤثر صاحب منصب، أو شخص كبير في السن، وإنما الشخص الذي قد يرتاح له، ويتواصل معه، وقد يكون شخصا عاديا أو صغيرا، ولكن هذا المريض قد يرتاح له، فتخيروا شخصا واحدا، واجعلوه يتكلم معه بخصوصية، مثلا: يقول له: نحن نراك - بحمد الله - بخير، ولكن يظهر لنا أنك تعاني من بعض الإجهاد النفسي البسيط، فلماذا لا تذهب وتقوم ببعض الفحوصات، فهذا - إن شاء الله - سيساعدك كثيرا في تحسين نومك ومزاجك، ويزيل عنك هذا الإجهاد.

الشيخ الذي قرأ عليه قد نصح بما هو ضروري وصحيح، وهو ضرورة الذهاب للطبيب النفسي، وهذا الشيخ نفسه - جزاه الله خيرا -، قد يكون وسيلة مقنعة من أجل الذهاب للطبيب النفسي.

جزاك الله خيرا، وأسأل الله العافية والشفاء لهذا الأخ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً