الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي تزوج عليّ في الغربة، ولا يريد استقدامي وابني لنعيش معه.

السؤال

السلام عليكم..

متزوجة منذ 12 سنة، زوجي تزوج علي في الغربة ولدي منه ولد، لا يريد أن يأخذني عنده لأن أوضاعه المادية لا تسمح، ولا أريد الطلاق من أجل ولدي وحبي لزوجي، فكيف أقنعه أن يجمعنا به من ناحية دينية -وهو رجل يعرف الله-؟ وكيف أتعامل معه؟ يقول لي: أنا وربي، لا دخل لك بالعدل!

ساعدوني أرجوكم، والله إني أدعو الله أن يصبرني، ليس الوضع بالسهل أبدا؛ فأنا صغيرة السن ولدي ما لديه من مشاعر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الاهتمام والسؤال، ونشكر لك الحرص على البقاء مع الزوج، ونسأل الله أن يعينه على إقامة العدل، ونتمنى أن يجد منك التشجيع والمعاونة والكلام الطيب حتى يتذكر ما عليه من واجبات، وإذا كان الرجل متدينا فذكّريه بالله تبارك وتعالى الذي اشترط العدل لمن يريد أن يتزوج أكثر من زوجة، وهذا شرط لا مجاملة فيه، وهو على خطر إذا لم تسامحيه ولم تعاونيه، لأن هذا الحق لا يمكن أن يُجامل الإنسان فيه، فالله تعالى هو الذي شرعه، وإذا أراد أن يتزوج – وقد تزوج – فإن الواجب عليه من الناحية الشرعية أن يقيم العدل، والعدل شريعة الله تبارك وتعالى.

ونشكر لك هذا الحرص على المحافظة على بيتك، ونتمنى فعلاً أن تدوم عندك هذه المشاعر، فإن المرأة العاقلة لا تقابل خطأ زوجها بالخطأ، ولا تستعجل في خراب بيتها وتضييع أبنائها، وإنما تتمسك ببيتها، بل إن الشريعة تدعوها إلى أن تحسن وإن أساء الزوج، وأن تصبر وإن قصّر الزوج، لأنها تطمع وتطلب ما عند الله تبارك وتعالى، وكثير من الزوجات يدخلن الجنة بصبرهنَّ على الأزواج.

ونتمنى كذلك أن توسطي من أهل العلم والفضل ممن يحترمهم ويمكن أن يسمع لهم ويستجيب لكلامهم، وخاصة إذا كانوا من أصدقائه أو أقاربه، وكذلك ما موقف أهله ( أبيه وإخوانه وأعمامه) وهل يمكن أن يقفوا معك؟ نتمنى أن تضعي كل هذه الأمور في اعتبارك.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرد زوجك إلى الحق الواضح ردًّا جميلاً، لأن هذا من حقوقك، وعليه أن يعدل، ونسأل الله أن يعينه على الطاعة، وأن يعينك على الصبر والخير، وأن يلهم الجميع والسداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً