الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي أصابني...هل هو وسواس قهري أم عدم تكيف؟!

السؤال

السلام عليكم.

إخواني الكرام: أنا شاب عمري 26 سنة، أعزب، ولكن لدي من المسؤوليات ما يجعل في حياتي كثيراً من الضغوط التي يحتمل بعضها، والبعض الآخر لا يحتمل! والتي تستدعي التفكير 24 ساعة في اليوم.

عانيت مؤخراً من حالة الوسواس القهري، وكنت ملتزماً بالأدوية، وحديثاً وبعد سنة من الحالة مللت وقررت أن أوقف الأدوية، مع العلم أني أشعر بأني بحالة أفضل، ولكن تلك الحالة سببت لي نوعاً من الفوضى في الذات، شخصية مبعثرة، لا أدري ماذا أريد وماذا لا أريد، أو ما الذي أحبه أو لا أحبه؟! وكأنني فقدت اللذة في كل شيء، فقدت حب الذات وكيف يكون تفكيري إيجابياً، أو كيف يكون التفكير في الارتقاء بذاتي.

هذا جانب من المشكلة، والذي يولد جانباً آخر للمشكلة، هو أني لا أشعر بأي شيء أقوم به، مثلاً عند القيادة، وكأني لا أقود، أو الشعور بنفي الذات، من أنه أنا وليس أنا! أو عند إنجاز أي أعمال، يكون هناك دائماً حلقة مفقودة، وكأنه لا انسجام بيني وبين ما أفعل! لدرجة أني أنظر في المرآة وأتساءل: هل هذا أنا؟

لا أعلم ما هذه الأعراض، ولكن كلي طمع بخبراتكم أن تفيدوني إن كانت هذه حالة وسواس قهري، أم حالة عدم تكيف، أو غير ذلك، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

طبعاً لن أذكر شيئاً كثيراً عن الوسواس القهري، فأنت أدرى به بعد هذه التجربة التي مررت بها، وبعد تناولك للعلاج لبعض الوقت، إلا أني سأذكر أهمية الاستمرار بالعلاج الدوائي، وخاصة أنك تشعر ببعض التحسّن في هذا الأمور.

علماً أن الدواء ليس هو العلاج الوحيد للوسواس، وإنما العلاج المعرفي والسلوكي لعله بنفس تأثير الدواء، فأمامك خياران، الأول: أن تعود للدواء، وذلك باستشارة الطبيب الذي عالجك أصلاً، ولابد مع الدواء من الانتباه للجانب السلوكي، وكيفية التكيّف والتعامل مع هذه الأفكار الوسواسية التي تعاني منها، والتي لم تحدثنا عنها.

الخيار الثاني: أن تعدل عن الدواء، وخاصة إن كنت قد أوقفته منذ مدة عدة أسابيع أو عدة أشهر، ولكن بشرطين، الأول: أن تنتبه للجانب السلوكي في تعاملك مع الأفكار والأعمال الوسواسية القهرية، وهناك الكثير في هذا الموضوع على هذا الموقع، ولعل الطبيب النفسي الذي عالجك قد شرح لك بعض هذه المهارات السلوكية في التكيف مع الوساوس.

والشرط الثاني: والذي أرجو أن لا تهمله، وهو أن تراقب نفسك عن قرب، وإذا شعرت بأن أعراض الوسواس القهري بدأت تشتد وتشتد، فلا تتأخر بالعودة للطبيب النفسي مجدداً، ليقيّم الحالة، ومن ثم ينصح بالخطوات العلاجية المطلوبة، ومنها العودة إما لنفس الدواء السابق أو غيره مما يتناسب مع حالتك التي سيقيّمها الطبيب.

وفقك الله، وكتب لك السلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً