الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل يوم لدي خوف ورعب جديد

السؤال

أنا محاسب ناجح -والحمد الله- في عملي جدا, لدي داء السكري والضغط منذ 6 أعوام, السكر لدي غير منضبط, وأنا ألتزم بالدواء, ولكن الغذاء والمياه الغازية -للأسف- لا أنتظم فيها, فدائما السكر غير منتظم.

منذ حوالي شهر كنت مع والدتي نتسوق, دخلت محل ذهب, ونحن نشتري ونتفرج شعرت للحظة أنني سرقت خاتما, وأنا لم أسرقه, إلا أنه كان لدي شعور بأنني قد أكون سرقته, خرجنا من المحل, وعدت مرة أخرى لأرى الخاتم, فوجدته في مكانه, وخرجت ولكن الإحساس بأني سرقت الخاتم ما زال مسيطرا علي, علما أن الكاميرات داخل المحل تصور, فلو سرقت الخاتم لصورتني.

ذهبت للبيت وبقيت أفكر وأفكر, هل أنا سرقت الخاتم, ونمت, وفي اليوم التالي وأنا في طريقي للعمل مرت بجواري فتاة, فجاءتني فكرة أني اغتصبتها أو لامست جسدها, فالتفت ورائي للخلف وبقيت ألتفت حتى اختفت, وبقيت أفكر هل أنا فعلت ذلك, وانتابني شعور داخلي بأني فعلت ذلك, وبقيت طوال اليوم خائفا.

أنا على هذا المنوال, من فكرة لفكرة, ومن خوف ورعب لخوف ورعب, لست أدري ماذا أفعل, وللأسف أنا أمارس العادة السرية, وأشعر وأنا أمارسها أن هناك كاميرات تصورني, وستعرض ذلك على الفيديو, أشعر بالخوف الشديد, لست أدري ما السبب, كل ما يحصل لي جديد.

أنا لا أعاني من ضغوطات أو مشاكل, بل بالعكس حياتي مستقرة جدا, وخطيبتي متفق معها, لا أدري ما الذي أصابني, لدي خوف شديد من الكاميرات, ورعب, وأحيانا أشعر أني قلت كلاما لم أقله, تأتينيي فكرة بأني مع شخص, وأنه في تلك اللحظة قلت كلاما له, وأنا لم أقله, لا أدري ما الذي أصابني.

أرجو المساعدة, هل هذا مرض؟ وما هي أسبابه؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقطعًا رسالتك هذه ذات صلة وثيقة جدًّا برسائلك الثلاثة السابقة، خاصة استشارتك تحت رقم: (2117898) و(2120050) فأرجو أن ترجع إلى الإجابات السابقة، أنت تعاني قطعًا من وسواس قهري، والوسواس القهري من سماته أن محتوياه وفحواه تتبدل وتتغير وتتشكل، توقفه من هنا يأتيك من هناك، وهذه هي طبيعة الوساوس.

فيا أيها الفاضل الكريم: أنت بالفعل في حاجة لأن تكون ملتزمًا التزامًا قاطعًا بالعلاج الدوائي، تكلمنا عن الفافرين سابقًا، تكلمنا عن البروزاك، وكلها أدوية جيدة جدًّا، أضف إليها جرعة من الرزبريادال.

فالذي أرجوه منك هو أن تتفهم أن هذا الخوف هو خوف وسواسي، إذا كان الخوف من الكاميرات أو من غير الكاميرات، هذا ليس دليلاً أبدًا أنك مصاب بضلالات مرضية ظنانية فصامية، أنا أعتقد أن الأمر كله يأتي في إطار الوسواس القهري الشديد، وعليك أن تلتزم بالعلاج التزامًا قاطعًا، وأن تحقّر هذه الأفكار، وأن تسير في حياتك بكل ثقة، وسوف تجد أنك بالفعل قد تحررت من سطوة هذه الوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً