الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل وسيلة للتخلص من الأفكار المتسلطة علي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من فكرة تسلطية تضايقني, ووسواس قهري يسبب لي الاكتئاب, الفكرة هي إيذاء النفس أو الآخرين, لكن في الواقع من المستحيل أن أقدم على مثل هذه الأفكار, لكن الفكرة دائما تلازمني, وأريد علاجا لقمع هذه الفكرة.

وعلى الرغم أني أستخدم علاج البروزاك وتحسنت بنسبة جيدة؛ لكني أريد دواء أقوى مفعولا أو إضافة دواء آخر مع البروزاك لقمع الفكرة.

والله ولي التوفيق, وتقريبا لي مع هذه الحالة سنتان أو أكثر.

أتمنى المساعدة من الله ثم منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ص س ر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأفكار التسلطية تحتاج للمزيد من التحقق وذلك من خلال تقييم حالتك بصورة أدق, الفكر الوسواسي قد يكون على هذا النسق وهذا النمط، لكن قد تكون هنالك مكونات أخرى لفكرك، ففي بعض الأحيان الشكوك والظنان أيضًا قد تدفع الإنسان نحو هذا الفكر التعانفي.

أنت كما ذكرت وتفضلت -إن شاء الله تعالى– لن تُقدم أبدًا على ما يأتيك من أفكار، لكني أرى (حقيقة) أن تقيّم حالتك بصورة أفضل وأدق، وذلك من خلال مقابلة الطبيب.

البروزاك لا شك أنه دواء ممتاز جدًّا لعلاج الأفكار الوسواسية، لكن البروزاك يعاب عليه أنه في بعض الأحيان ربما هو نفسه يولِّد شيئا من العنف لدى الإنسان، هذا الموضوع فيه خلافات كثيرة جدًّا من حيث التوثيقات العلمية، لكن بصفة عامة إذا كان الفكر الوسواسي أو غيره –كالفكر الشكوكي (مثلاً) ذو طبيعة عنيفة– أنا لا أرى أن البروزاك دواءً مناسبًا.

أنت ذكرت أنه قد أفادك، وهذا أمر جميل، لكن أعتقد أنك إذا انتقلت إلى دواء آخر مثل (الفافرين) يضاف إليه مثلاً عقار (رزبريادال) بجرعة صغيرة، هذا ربما تكون تركيبة أفضل بالنسبة لحالتك، لكن أرجو ألا تُقدم على هذا الأمر إلا بعد أن تقابل الطبيب النفسي، والحمد لله تعالى السعودية بها كثير من الإخوة المتميزين في مجال الطب النفسي، فمن أجل التحقق والتدقق في موضوع التشخيص وكذلك من أجل المتابعة والإرشادات السلوكية هذا كله يحتم مقابلتك للطبيب.

وأنا -إن شاء الله تعالى– متفائل بأنك سوف تتغلب على هذه الأفكار من خلال تحقيرها وعدم الاهتمام بها وصرف الانتباه عنها تمامًا، وأن توظف حياتك ووقتك بصورة أكثر فعالية، وألا تعطي للفراغ مجالاً، هذا كله يمثل دفعا نفسيا إيجابيا حقيقيا بالنسبة لك.

أرجو أن تقابل الطبيب، وأرجو أن تفيدني في وقت لاحق بنتائج هذه المقابلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً