الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر موضوع خطبتي، فهل أصلي صلاة الحاجة مع الاستخارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عرفت منكم أن صلاة الاستخارة لا علاقة لها بالأحلام، وبعض التعقيدات في الموضوع.

أنا شابة وتقدم لخطبتي شاب محترم، وأرغب في الزواج به، وصليت الاستخارة عدة مرات ـ والحمد لله ـ الموضوع يعتبر قد تم.

ولكن في الفترة الأخيرة حصلت مشاكل قليلة لأخي في عمله، وتأجلت مقابلة الاتفاق الأخير قبل الخطوبة، فتأخر الموضوع حوالي 3 أشهر.

أنا ـ والحمد لله ـ مؤمنة بربنا جدًا، وهو أعلم بي من نفسى.

سؤال: عن صلاة الحاجة، هل ينفع أن أصلى صلاة الحاجة مع صلاة الاستخارة؟ وبماذا أدعو في هذه الصلاة؟

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س م م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ـ ابنتنا العزيزة ـ في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

نحن أولاً: نحب أن نهنئك – أيتُها البنت العزيزة – بسلوكك هذا الطريق, وهو: اللجوء إلى الله تعالى كلما عرض لك أمر, أو احتجت إلى شيء، والله ـ عز وجل ـ عنده خزائن كل شيء، فمن لجأ إليه لا يخيب، فاستمري على هذا النهج, وأكثري من دعاء الله تعالى على الدوام، وأحسني ظنك بالله أنه سيقدر لك ما هو الخير لك.

ومما جاءت به الشريعة: الدعاء لله تعالى إذا عرضت للإنسان حاجة، وهناك صلاة يسميها بعض العلماء (صلاة الحاجة)، وقد وردت فيها أحاديث هي محل خلاف بين العلماء, هل تصح هذه الأحاديث أو لا تصح، ولكن على كل تقدير ينبغي للإنسان المؤمن أن يُكثر من دعاء الله تعالى على كل حال.

أما هذه الصلاة بخصوصها التي يسمونها (صلاة الحاجة) جاء فيها حديث عن ابن أبي أوفى - رضي الله تعالى عنهما – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من كانت له حاجة إلى الله تعالى, أو أحدٍ من بني آدم؛ فليحسن الوضوء ثم ليصلي ركعتين، ثم ليُثني على الله ـ عز وجل ـ وليُصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الرحمين)، رواه الترمذي، وقد اختلف العلماء – كما قلنا – في تحسين هذا الحديث وتضعيفه، ولكن كثير من الفقهاء يرى بأن هذه الصلاة مشروعة لا تُكره، لأنها لا تخالف الصلوات الواردة.

وبهذا تعلمين أن هذه الصلاة هي ركعتان، سواء كانت نافلة راتبة بعد صلاة من الصلوات أو غير ذلك، فإذا أردت أن تصليها فصليها في غير أوقات النهي عن الصلاة، أي: لا تصليها بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا قبل أذان الظهر بقليل، فهذه الأوقات يحرم فيها أن تصلي صلاة لا سبب لها.

وإذا صليت هاتين الركعتين، فبعد السلام تبدئين بالحمد لله تعالى، فتحمديه بما تستطيعين من العبارات (الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه)، ونحو ذلك من العبارات، والثناء على الله تعالى، ثم تقولين هذه الكلمات.

وخير ما نوصيك به: الإكثار من التقرب إلى الله تعالى، واستغفاره، فإن الاستغفار سبب أكيد لجلب الأرزاق، واعلمي يقينًا: أن ما يُقدره الله تعالى ويختاره لك هو الخير.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر بشير

    جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً