الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدة آلام متفرقة في جسمي، هل هي حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، وجهودكم فيه، وبارك الله فيكم وكتب أجركم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22سنة، لست متزوجة، لدي مشاكل لا أعلم ما سببها؟! وقد سجلت بموقعكم عسى أن ينفعني بكم بعد الله.

علماً بأني شديدة الخجل، أخجل حتى من أهلي أن أقول لهم ما أحس به، خصوصاً إذا كان الألم في موقع حساس لأني أخجل من مصارحتهم.

منذ شهر ونصف وأنا أعاني من آلام متفرقة، وذهبت للعديد من المستشفيات، ولا توجد فائدة، وقد نقص وزني، وأشعر بشحوب في وجهي، واصفرار عيني، وكل يوم يألم مكان من جسمي.

بداية الأمر كان وخزاً شديداً بالرحم، وألم بنهاية الظهر وغازات جداً فضيعة، حتى أحياناً يخرج هواء من المهبل! وإمساك شديد، وأحس أني لو أكلت شيئاً يسيراً أمتلئ، وأريد الذهاب إلى الحمام ولا أقدر.

ذهبت لطبيبة نساء فعملت لي فحصاً وقالت: كل شيء عندك سليم، المبايض وكل شيء ماعدا التهاب شديد في القولون وشرخ بسيط، علماً أنه ما كان يؤلمني إلا يسيراً، وبعدها بأسبوع تعاظم الألم عندي، وكانت وقت اختبارات فتعذبت كثيراً، وتعبت كثيراً.

رجعت للدكتورة وغيرت العجلة، وبعدها صارت عندي آلام في المعدة بالتحديد من فوق، وعند نهاية الصدر بين القفص الصدري وتحت العظمتين ألم شديد، وفي أوقات يشتد، وبعض الأحيان يخف، وألم جداَ مع البراز -أكرمكم الله-، وإمساك مزمن، فزادت عندي البواسير، وأحس أحياناً بتسارع في ضربات قلبي، بحيث أني لو مشيت قليلاً أحس بدقات قلبي، وكتمة، وأريد أن أرتاح ومع ألمي السابق، وقلت للدكتورة عنه فقالت ممكن هذه جرثومة المعدة، وعملت تحليلاً للجرثومة والنتيجة -الحمد لله- سليمة.

رجعت إلى الدكتورة فقالت: احتمال أنه قولون عصبي، وأحالتني إلى دكتور باطنية، وكان معي والدي عند الطبيب، فكنت خجولة جداً، من مصارحة الدكتور بكل ما يؤلمني، فاختصرت على الأشياء الباطنية، فعمل فحصاً على معدتي من فوق عباءتي، وشعرت بارتياح كثير؛ لأني كنت في هم، لكن كنت خجولة، وما سألته عن السبب.

الآن أحس ألماً بمعدتي، وزادت حرارة البول لدي في بعض الأحيان، وأشعر بألم فضيع في ثديي من الجهتين، حتى ما أستطيع لبس شيء ضيق علي تحت الإبط، وعندما أرفع يدي أشعر بألم شديد.

علماً بأن هذا الألم كان يأتيني قبل الدورة بيوم، وبمجرد ما تأتي يذهب! وأحس بألم خلف ظهري، وأخاف بأن يكون سببه الكلى، والله إني حائرة وبدأت أوسوس في أشياء كثيرة، وأنا حزينة على حالي، ما الذي يعتريني؟!

جزاكم الله كل خير، أريحوني وفرجوا عني ما ضاق بي، شخصوا لي حالتي، وقدموا لي نصيحة منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أختي الفاضلة أنت تعانين من آلام وأعراض جسدية متعددة، ومثل هذه الآلام المتنقلة، والتي تصيب أجزاء وأعضاء مختلفة من الجسم يكون غالباً منشؤها نفسياً، والقلق النفسي والميول الوسواسي والحساسية الشخصية، والميل للكتمان وعدم التفريغ عن النفس من خلال التعبير، كل هذه تؤدي إلى مثل هذه الأعراض.

إذاً مشكلتك هي مشكلة نفسجسدية، ومقابلة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جداً، وأنا أقدر حالة الخجل التي تمنعك من الإفصاح عن بعض أعراضك، وأقول لك يمكن أن تقابلي طبيبة نفسية، وتكوني معها أكثر صراحة ووضوحاً.

بالنسبة لي، لا أرى مرضاً عضوياً، بالرغم من تعدد الأعراض العضوية، إلا أنها انعكاس لحالة نفسية والتي تعانين منها، ولا أعتقد أن الحالة النفسية صعبة أو معقدة أو مجرد قلق اكتئابي بسيط، ظهر في شكل هذه الأعراض الجسدية المتعددة.

يجب أن تقطعي مسلسل الوسواس من خلال مقابلة الطبيبة النفسية، وأعتقد أن هذا سيكون مفيداً جداً، ومقابلتك للطبيبة سوف يؤدي إلى ما يسمى بالتفريغ النفسي، حيث أنك سوف تعبرين عن كل ما بك، ومن خلال الحوار والمساندة سوف تجدينها من الطبيبة.

كذلك بعض وصف العلاجات الدوائية أعتقد أن مزاجك سوف يتحسن، وعملية الخجل والخوف الاجتماعي والعزلة التي تعانين منها سوف تقل أيضاً، وإن شاء الله تعالى سوف يرتاح بالك وتنطلقين انطلاقة جديدة.

أنت وضحي للوالدك أنك في حاجة ماسة لمقابلة الطبيبة النفسية، وهذا الذي أنصحك به، وأنا على ثقة تامة أنك ستجنين الفائدة المرجوة -إن شاء الله تعالى- من خلال مقابلة الطبيبة.

الأدوية المضادة للقلق الاكتئابي تعتبر مفيدة جداً في مثل هذه الحالات، هنالك أدوية عديدة مثل (سمبالتا) وعقار آخر يعرف باسم (إفكسر) كلها جيدة ومفيدة ونافعة في مثل هذه الحالات.

تطبيقك أيضاً لتمارين رياضية خفيفة داخل المنزل هذا سوف يساعدك كثيراً، وحاولي أيضاً أن ترتبي نمط حياتك، وأكثري من الاطلاعات المفيدة، وشاركي الأسرة في أنشطتها، وكوني دائماً في جانب التفاؤل، هذا فيه تقوية إيجابية كبيرة جداً، وسوف ترتفع - إن شاء الله- معنوياتك، لكن حقيقة أريد أن أحتم مرة أخرى أنك في حاجة لأحد مضادات القلق الاكتئابي، والطبيبة النفسية سوف تقدم لك -إن شاء الله- المساعدة المطلوبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية امل

    لا والله يا اختي مافيك حاله نفسيه وماعندك مشاكل بالقولون ولا بالمعده .
    الي انا اشوفه عندك نفس الاعراض الي كانت عندي من زمان والحمد لله ربي شفاني منها على يد حرمه عجوز تعالج عن الكثير من اوجاع الحريم .
    وقالت لي ان عندي هوا بارحامي وبجسمي وان عندي نزول والتهابات هي الي مسويه لي الم الظهر واسفل البطن وسوت لي مساج وترفيع بالشكل الشعبي واعطتني بعض الاعشاب وربي شفاني من اوجاعي والحمدلله.
    ولو عندي عنوان هالحرمه كان اعطيتك حبيبتي ولكن والله ماعاد اعرف عنها شي يقولون انتقلت من مكانها .
    هي اسمها ام عبدالله في طريب .
    ولكن ترا كثير من اشكالها يعرفون يعالجون بالطب الشعبي انتي اسالي وتلقين .
    وكمان لاتهملين نفسك من ناحية علاج المسالك او الالتهابات النسائيه اذا عندك.
    وسوي تحليل للغده وتحليل لبعض الفيتامينات لايكون عندك نقص احد منهم .
    وربي يشفيك ويشفي كل مريض.

  • العراق ابوليث السكيني

    والله يااختي كل الاعراض الي ذكرتيها كانت موجوده عندي وانصحك تراجعي دكتور نفسي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً