الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناةٌ في اختيار شريكة العمر، فهل يمكنكم إرشادي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: هل علامة إيجاد الشريك المناسب هي الإعجاب من أول نظرةٍ أم غيرها؟ حيث أني نشأت في مجتمع قريةٍ ريفيٍ مغلقٍ، ولا أهتم بأي شيءٍ في المرأة إلا بعد أن أرتاح إلى وجهها (الإعجاب من وجهة نظري)، أن يكون جميلاً جداً مع وقارٍ، ثم تأتي الشخصية، ثم يأتي الجسم بعد ذلك.

والدتي متوفيةٌ، وأبحث في قريتي عن طريق الأصدقاء والأهل وبعض المشايخ، لم أستطع الرؤية خارج المنزل -أي في الشارع- إذا خرجت البنت لبعض مصالحها، لأن معظم البنات تقريباً لا يخرجن خارج منازلهن إلا نادراً، ناهيك عن من سيساعدني في الرؤية الخارجية، لأن أهل العروس في الريف أصلاً يفضلون ويصرون على أن يذهب العريس إلى منزلهم (ليس للعادات والتقاليد والمحافظة، أو حتى الدين أي علاقةٍ بهذا، بل هي نوعٌ من أمور حب السيطرة، أو التفاخر، أو الكتمان لإنهاء الزيارة لصالحهم إذا لم يتم الأمر، القرى والريف ليس فيها أسرارٌ أو استعانةٌ بالكتمان إلا من رحم ربي، والله أعلم).

ما زلت أحاول البحث في القرية، أبيت فيها ليلتين، وأبيت وأعمل في مدينةٍ كبيرةٍ خمس ليالٍ، والراتب حالياً متوسطٌ ولا يقبل العيش بالمدينة)، أرجو الإفادة - رحمكم الله -، حيث بلغت 31 عاماً، وهي جريمةٌ تقريباً في الريف، ومكثت تقريباً عامين في البحث، ذهبت فيها إلى 12 زيارة.

- أربع نسوةٍ قلن لا، ولا أبالي لما، ولكن أظن أنهم قد فضلوا الانتظار، فقد يأتي من هو أفضل مني.

- ثلاث نسوةٍ لم أرتاح لطباع الأهل.
-
خمس نسوةٍ حقيقةً لم يعجبني حسنهن، والجاني هنا هو الوسيط، أعتقد أنها مجاملاتٌ ومبالغاتٌ في التزكية و- الله أعلم -.

آسفٌ جداً على الإطالة لأني أحتاج إلى الزواج جداً بسبب الوحدة وقلق أبي والعادات السيئة.

ثانياً: هل يستطيع الزواج تخطي إدمان (العادة السرية - التدخين - النظر للنساء - المواقع والأفلام الإباحية).

أفيدوني بارك الله لكم في عمركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابننا الكريم -، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونبشرك بأن الناكح الذي يريد العفاف يوفقه ربنا تبارك وتعالى بفضله ومنه وكرمه.

إن في الزواج عصمةٌ للإنسان من كل الممارسات الخاطئة، بل هو الحل الناجع والحاسم لمسألة الشهوة، وهذا أمرٌ يعترف به المسلم وغير المسلم بأن أفضل وأحسن حلولٍ لمسألة الشهوة والانحرافات، هو أن يسارع الناس في الزواج، وأن نقوم بتيسير أمر الزواج، فإننا إذا يسرنا أبواب الحلال نغلق أبواب الحرام دائماً، ولذلك ينبغي أن ينتبه الناس لهذا الأمر، لأنه من الأهمية بمكانٍ.

وننصحك الآن عندما تبحث عن امرأةٍ ألا تخبرها بالتجارب الماضية، وأنهم لم يقبلوا بك، وأنك حاولت، لأن هذا يعطي انطباعاً بل يدفعها إلى أن ترفض أيضاً، وقد أحسنت في قولك أنه ليس عيباً في الرجل أن ترفضه الفتاة، كما أنه ليس عيباً في الفتاة أن يرفضها الرجل، ولكن لأن الأرواح جنودٌ مجندةٌ ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وكل امرأةٍ وكل رجلٍ له ما يناسبه، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

وما ذكرت من الترتيب: شكل الوجه ثم الشخصية ثم الهندام، هذا أمرٌ مهمٌ أيضاً وأحسنت فيه، ولكننا نريد أن نقول: فرقٌ كبيرٌ بين مجرد الإعجاب ومجرد الحب، فإن الإعجاب قد يكون للوهلة الأولى، ولكن الحب يكون عن طريق نظرةٍ فاحصةٍ عن طريق محاورةٍ وعن طريق مجالسةٍ، وهذا يتيحه الشرع للخاطب، أن يدخل فيرى الخاطب المخطوبة أمام محارمها، وله أن يكلمها، يسألها عن دراستها وعن أحوالها، ثم بعد ذلك إذا وجد ارتياحاً وانسجاماً فعند ذلك يمضي في هذا السبيل.

ومن هنا كانت حكمة الشريعة في تشريع مسألة الخطبة، لأن الشريعة تريد للرجل أن يأتي البيوت من أبوابها، ثم بعد يطلب النظرة الشرعية، ومن حق كل طرفٍ أن يسأل عن الشريك، وأن يبحث عنه ويسأل عنها وهي تسأل عنه، ونريد أن نقول تستطيع أن تستفيد من الأهل والمحارم في أن يقربوا لك الصورة، وأن يقولوا بنت فلانٍ شكلها كذا وطولها كذا وهي مناسبةٌ، بعد ذلك تأتي مسألة النظرة الشرعية والمجيء للبيوت من أبوابها، لأن الآن احتمالات النجاح تصير كبيرةً، وعند ذلك يمكن أيضاً أن تنظر وتطلب بحقك، ومن حق الفتاة أن تنظر إلى خاطبها، ولا يجوز للناس أن يبالغوا في الأوصاف، كما لا يجوز لهم أن ينشروا العيوب.

ونحن قلنا من حقك أن تقبل وترفض، ومن حق الفتيات أن يقبلن ويرفضن، لكن واجبٌ على الجميع أن يحسن الاعتذار، وأن يكتم الأسرار، وأن لا يعيب ويذكر عيوب الطرف الآخر حتى لا يشوش.

ونسأل الله أن يلهمك الخير والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً