الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أوسوس أني أؤذي من حولي بالفعل أو القول وأنا نائم، هل هذا ممكن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ حوالي 3 سنوات، وبدون مقدمات كنت أسير في الشارع فأتتني فكرة أني قتلت وخنقت الشخص الذي مر بجانبي مما دفعني للالتفات للخلف لمدة طويلة، ويسبب لي المشاكل وتوالت الأفكار، فأنا أذهب في الصباح للعمل مع سيارة أحد الزملاء، وأحيانا أنام داخل السيارة، تأتيني فكرة أني وأنا نائم تكلمت في أعراض من معي في العمل، وسببتهم وشتمتهم، وأن زميلي سجل هذا على هاتفه بواسطة كاميرا، وأنه سينشره حيث إني أنام بعمق شديد، استمرت هذه الأفكار تأتيني.

وذهبت لطبيب نفسي فكتب لي علاج 300 فافرين و 40 انفرانيل و2 ملي جرام ريسبيردال، - والحمد الله- استمررت عليهم حتى الآن، إلا أن الأفكار مستمرة، وإن كانت خفت للنصف.

سؤالي: وهو اقترح علي الطبيب أن يخفف جرعة الريزبادال إلى 1مجم استعدادا لتقليل الدواء، إلا أني خائف وأشعر بالخوف من أن أعود للحالة الأولى؟

وسؤالي الآخر: هل يمكن أن أكون نائما في سيارة زميلي وأتحدث وأنا نائم، ما رأيكم العلمي؟ وبماذا تنصحونني؟

شاكر لكم ما تقدمونه جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أخي: كما قد شرح لك الطبيب، فالذي تعاني منه هو مخاوف وسواسية، والوساوس - بفضل الله تعالى- خاصة من هذا النوع ينبغي أن لا يتبعها صاحبها ولا تتحقق - إن شاء الله-.

إذن هذا مجرد فكر وسواسي فرض نفسه عليك، والوساوس ملحة ومستحوذة؛ لذا ننصح بأن يحقرها الإنسان ويتجاهلها ويستبدلها بفكر أو فعل مخالف، وهذا مهم كأساس علاجي.

أنت الآن تتناول علاجات جداً ممتازة الفافرين بجرعة 300 ملجم تعتبر هي الجرعة القصوى التي تعالج الوساوس بصورة فعالة جداً، وعقار انفرانيل، والطبيب قد وضعه لك كدواء داعم، وكذلك رزبريادال.

بالنسبة لرزبريادال تخفضيه من قبل الطبيب أعتقد أن هذا قرار سليم جداً؛ لأن واحد ملجم تكفي تماماً وحتى إن طلب منك أن تتوقف عنه فلا أعتقد أنه سوف تحصل لك أي ارتدادات أو انتكاسات سلبية، فالفافرين هو دواؤك الرئيسي والانفرانيل هو المدعم.

أخي الكريم: هل من الممكن أن أكون نائما وأنا في سيارة زميلي، أتحدث وأنا نائم، بالطبع لا يمكن أن تتحدث وأنت نائم، وإن كان بعض الناس يتحدثون أثناء النوم في أي موضع، أو مكان كانوا ولكنهم لا يشعرون بذلك، بعض الناس يمشون في أثناء النوم بعض الناس يأتيهم الفزع أو الهرع الليلي في أثناء النوم، ولا يشعرون بذلك.

- فيا أخي الكريم- في حالتك أعتقد أن الفكرة التي فرضت نفسها عليك هي فكرة وسواسية، فثق تماماً أن كلامك أثناء النوم ينحبس، لن يكون كلاماً متصلاً أو مفهوماً وهي مجرد همهمات أو كلمات كما يحدث لكثير من الناس هذا هو الرأي العلمي.

وقد وجد للذين يمشون أو يتكلمون أثناء النوم دائماً يكون هذا مرتبطا بالإنهاك والإنهاك الجسدي والنفسي، والعوامل الوراثية أيضاً تلعب دوراً أيضاً أي أن المشي أو الكلام في أثناء النوم نشاهدها في أسر معينة.

يا أخي الكريم أرجو أن تطمئن تماماً، وأكرر لك مرة أخرى أعتقد أن الفكر الوسواسي هو الذي يسيطر عليك الآن ويزعجك، أرجو أن تحقره ولا تهتم به، كما أنه مع احترامي الشديد لوضعك ورأيك إلا أن النوم في السيارات ليس نوماً صحياً، قد يضطر إليه الإنسان أثناء السفر، ولكنه قطعاً ليس طريقة مثلى للنوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، واسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً