الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج للآثار السلبية للمخدرات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين والمستشارين على هذا الموقع, جعله الله في ميزان حسناتكم, وأخص بالشكر الأستاذ محمد عبد العليم الذي استفدت من إجاباته الشيء الكثير, وأود أن أطرح عليه مشكلتي مع الإدمان وما بعد الإدمان وهي:

ابتليت بتعاطي المادة المنشطة المسماه الكبتاجون أو الامفيتامين لمدة أربعة أو خمسة أشهر, بمعدل حبتين يوميا, تخللها القليل من تعاطي الحشيش والمسكر, واستمريت في الإدمان حتى أتتني أعراض ذهانية, كتوهم أنني مراقب من جهات أمنية, وهنالك من يتآمر علي, ووجود سم في الأكل, وغيرها من الخيالات, مع وجود أعراض جسمية مثل: تنميل الأطراف, وفقدان التوازن, وضعف شديد في الذاكرة.

ذهبت إلى عيادة نفسية, ووصف لي الطبيب سيروكويل وديباكين, والحمد لله تعافيت, وأبصرت الواقع, وذهب فقدان التوازن, والذاكرة تحسنت, وقد تبت وأقلعت عن مذهبات العقل توبة نصوحة بإذن الله, ولي الآن ثمانية أشهر وأنا متوقف, لكن بقيت فيّ أعراض تؤرقني وتتعبني وهي:

أن التحسن لم يكن بالكامل كما كنت, فالرأس مشدود, مع وجود وخزات به مصاحبة لطنين مزعج لا يتوقف, وأجد صعوبة بالتركيز, وهناك ضعف بالذاكرة, وهنالك عصبية وهبوط في المزاج, ودائما أهرب إلى النوم.

ذهبت إلى طبيب فوصف لي دواء انترابر, استعملته لمدة أسبوع؛ حتى أصابتني نوبات هلع وخوف, وعاد لي فقدان التوازن؛ فقمت بإيقاف الدواء, فذهبت الأعراض, ففسرت السبب أنه من الدواء, والأمر أثار استغرابي, فذهبت إلى طبيب آخر, فوصف لي دواء ايفكسور, استعملته ثلاثة أيام, وأحسست بأعراض قلق فأوقفته.

أنا الآن في حيرة من أمري, فهل أجرب دواء آخر؟ وهل أذهب لطبيب مخ وأعصاب لفحص الدماغ؟

أرجو منكم إرشادي ونصحي ووصف أدوية إن لزم الأمر, مع العلم أني أستخدم دواء (ginexin f) حبتين يوميا منذ أسبوعين بدون أية آثار إيجابية أو سلبية.

وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أولاً: أسوق إليك تهنئة خاصة جداً لنجاحك في التغلب على الإدمان وشرور الإدمان، ولا شك أن التوقف من التعاطي هو البوابة التي يدخل من خلالها الإنسان إلى التعافي، فيا أخي الكريم ما قمت بإنجازه هو أمر عظيم, وأسأل الله تعالى أن يجزيك أفضل الجزاء على هذا الأداء والفعل الطيب الذي قمت به.

بالنسبة للأعراض التي تعاني منها الآن: الذي يظهر لي أنها تحمل بعض السمات القلقية في ذات الوقت, وربما يكون لديك درجة بسيطة من عسر المزاج، يعرف أخي الكريم أن الإنسان الذي كان يتعاطى هذه المؤثرات العقلية حتى بعد التوقف منها لا يخلو من بعض التأثرات السلبية التي قد تحدث من وقت لآخر, ومنها هذه الاجترارات القلقية الاكتئابية, وإن شاء الله تعالى تكون عارضة, وتنتهي بالتدرج إلى أن تبلغ مرحلة الصحة والتعافي الكامل.

أخي الكريم: الذي أرجوه منك هو أن تذهب إلى طبيب، الطبيب الباطني سوف يكون جيداً, وطبيب المخ والأعصاب سوف يكون مفيداً بالنسبة لك، والهدف من ذلك أن تجري فحوصات عامة لتتأكد من مستوى الهيموقلوبين, ومن وظائف الغدة والكبد والكلى, وهذه الفحوصات الأساسية أعتقد أنها ركيزة جيدة لأن تنطلق بعد ذلك لتدخل المرحلة الثانية من العلاج؛ وإذا كانت كل الفحوصات سلمية فمن وجهة نظري أنك سوف تستفيد كثيراً من مضادات القلق.

ربما تحتاج إلى جرعة بسيطة جداً من أحد مضادات الاكتئاب, وأنا أقترح أن عقار الدوقماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد دواء جيد جدا لعلاج مثل هذه الحالات, والجرعة قد تكون في حدود (50) مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين أو ثلاثة مثلاً، وإذا كان هنالك حاجة إلى مضادات للاكتئاب فأعتقد أن السبرالكس بجرعة (5) مليجراماً فقط -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجراماً لمدة شهرين مثلا- سوف تكون كافية.

يجب أن تدعم -أخي الكريم- العلاج الدوائي بشيء من الأنشطة الجسدية والفكرية، وهذا يقتضى أن تحرص على ممارسة الرياضة, أي نوع من الرياضة، ابدأ بالمشي, ثم ارفع المعدل لتقضي وقتا في ممارسة الرياضة، عليك -أخي الكريم- بالقراءة, حيث إن الاطلاع يقوي تركيز الإنسان ولا شك في ذلك.

حاول أخي الكريم أن تتناول غذاءً متوازنا، النوم المبكر فيه فائدة كبيرة جدًا لصحة الإنسان، هذا هو أخي الكريم الذي أراه, وأرجوك أن تتواصل معي بعد أن تقابل الطبيب، مقابلتك للطبيب لم أطلبها منك لأنني أشك في أنك تعاني من حالة صعبة, لا! هي مجرد تحوط والتزام بضوابط الجودة الطبية, هذا أخي أفضل لك كثيرا, وإن شاء الله تعالى نطمئن عليك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً