الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يحرمني حقوقي حتى لا ينكشف أمر زواجه الثاني، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لم أجد أحدا لأرجع إليه باستشارتي هذه سوى موقعكم، فأنتم أهل العلم، وبكم نستعين لمعرفة أمور حياتنا وديننا وما جهلنا منه، وما صعب علينا التعامل معه، وبارك الله فيكم على مجهودكم.

سؤالي هو: ما حكم من تزوجت برجل متزوج، وأخفى زواجه عن زوجته الأولى لتقديره لها على مشاركته مسيرة حياته، وكونها أم أولاده، وكذلك إخفاءه عن أهله لتجنب الملامة، مع العلم أن أهل الزوجة يعلمون بالأمر.

هل إذا قمت أنا أو أحد من أهلي بإبلاغ الزوجة بأمر هذا الزواج، دون علم زوجي، أكون قد خنت الأمانة وأثمت؟

علماً بأن زوجي طلب مني الكتمان لدوام الزواج، ولكن في نفس الوقت هو أنكر علي كل حقوقي الزوجية بحجة أنه خائف من انكشاف الأمر، كإنجاب الأولاد، ومنزل الزوجية.

ضف إلى ذلك أن العلاقة بينه وبين زوجته الأولى ليست على ما يرام، فهم دائمو الخلاف لأتفه الأسباب، وهو يشتكي من ذلك.

أرجو منكم النصيحة، فأهلي لا حول لهم ولا قوة، وأنا كل ما أستطيع فعله فقط هو أن أدعو الله سبحانه وتعالى بالفرج، وهل من حقي الدعاء على زوجي لأنه ظلمني؟ علماً بأني أطلب له الهداية ليعطني أبسط حقوقي الزوجية التي شرعها الله سبحانه وتعالى لي.

كيف أتصرف؟ وماذا أفعل حتى لا أغضب الله، ولا أكون قد خنت زوجي؟

وأطلب منكم الدعاء لي بالتيسير.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يجعل عاقبة أمرك كلها إلي خير.

بخصوص ما ورد في رسالتك: فإننا نحب أن نجيب في النقاط التالية:

أولا: الزواج كما أراده الله: يحمل مفهوم المودة والرحمة، وليس ساحة عراك أو مؤامرة، وإذا كانت هذه هي الغاية، فالأولى أن تكون الأمور واضحة وبينة، وأن يعلم الزوج زوجته بما ينوي القيام به، فالتعدد أمر مشروع في دين الله عز وجل، والأفكار السيئة عنه هي التي ينبغي أن يواجهها الناس، لا أن يختفي البعض ويهرب من ذلك إلى الزواج في الخفاء، والذي غالبا ما تكون أضراره كبيرة على نفسية الزوج والزوجة كذلك.

ثانيا: عند لجوء الزوج إلى الزواج الثاني، والاتفاق مع الثانية على عدم إخبار الأولى، فإن الأصل أن يبقى الاتفاق على ما هو عليه، خاصة وأن في الإعلام مضار كبيرة قد تكون أكبر بكثير من المنافع، وستكون عقباه على الثانية وخيمة، وذلك أن الأولى إذا علمت، فسيكون الزوج بين خيارين: إما أن يضحى بزوجته الأولى وأولاده من أجل الثانية، أو أن يضحى بالثانية التي بلا أولاد من أجل الأولى، والاختيار هنا سيكون مردوده سلبي جدا على الثانية، لأنه سيعتقد أنها خانت العهد، وأنها السبب في الهم الذي وقع فيه، لذا ننصح بعدم إقبال الزوجة على الإعلام.

ثالثا: لقد ورد في رسالتك أن بعض حقوق الثانية ضائعة، وهذا لا ينبغي أن يكون، فالله لا يحب الظلم، ولا يجب أن يكون العدل غائيا في الحياة الزوجية، وننصح بمصارحة الزوج بهدوء بما تشعر به الزوجة من أنها قد ظلمت، ويمكنها الاستعانة ببعض أهلها ممن يثق زوجها بهم، ويرتاح إليهم، ويكون التركيز في الحوار على الأسباب الدافعة إلى مثل هذا الظلم، وكيفية إزالته، مع الدعاء إلى الله والتضرع إليه، فالدعاء سلاح نافذ، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف شاء.

ننبهك إلي نقطتين - أيتها الفاضلة -:

الأولى: انتبهي أن يستدرجك الشيطان لمحاولة قطع أوصال الزوج مع زوجته الأولى، فهذا أمر محرم شرعا، ثم إن مضاره كذلك إن وقع ضارة وغير مفيدة.

الثانية: فقه الموازنات، فينبغي أن يكون حاضرا معك عند الحوار، ويمكنك التنازل عن بعض الأمور في مقابل بعض المنافع.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لكل الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً