الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أراه في أحلامي أراه في واقعي مباشرة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري (23) عاماً، مشكلتي كبيرة جداً، وهي أنني أرى أحلاماً في نومي، وفي اليوم الثاني تتحقق، ومن المستحيل ألا تتحقق، لا أحب النوم ولا الأحلام بسبب هذه المشكلة، قبل أسبوعين حلمت بأني عملت حادثاً، وخفت بأن أخرج من البيت بالسيارة، ولكن ظروفي لا تسمح، وخرجت بالليل وجاءت سيارة من الخلف وضربتني بقوة، وقد ستر الله ولم يحصل شيء.

صرت أرى حياتي بالمنام قبل أن أعيشها في الواقع، أصبحت أخاف من الأحلام، وعندما أحلم بشيء مرعب أبقى قلقاً لحين حدوثه، وغير ذلك أرى الناس على حقيقتهم بالمنام، أراهم يكذبون علي، وأنا أعلم، وعندما أستيقظ أكون خائفاً منهم.

الرجاء مساعدتي، والرد على سؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإني أحترم رأيك جدًّا، لكن قد أتفق معك في أن كل ما تراه من حلم سوف يتحقق، وهذا الذي يحدث لك أعتقد أن هناك شيئا من التأثير الإيحائي، الإنسان حين يعتقد في شيء في بعض الأحيان قد يتحقق منه جزئية، وبعد ذلك يكمل الإنسان بقية الموضوع ومحتوياته من خلال ما نسميه بالتأثير الإيحائي.

أخِي الكريم: أنا أريدك أن تقف سدًّا منيعًا في مواجهة هذا الاعتقاد، توارد الخواطر من هذا النوع والتأثير الإيحائي له مضار كثيرة جدًّا، وثبّت قناعاتك على ما هو معروف، وأن النافع والضار هو الله تعالى، والغيب لا يعلمه إلا الله، ولن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، هذه يجب أن تكون هي قناعاتك وتعمل من خلالها، وتتوكل على الله، وتأخذ بالأسباب، وتدير حياتك على هذه الأسس.

أفكارك حول الأحلام - ومما لاحظتُه في رسالتك - أعتقد أنك لديك درجة من القلق الوسواسي، وهذا هو الذي جعل تلك الأحلام تسيطر على حياتك، والإنسان لابد أن يبحث في الأسباب ويتخذ الخطوات اللازمة على ضوء ذلك، مثلاً أنت حين جاءك الحلم حول السيارة وخفت أن تخرج منها، وبما أن ظروفك لا تسمح قمت بقيادة السيارة وجاء أحد الناس وصدم السيارة من الخلف وضربك بقوة، فما دام توارد هذه الخاطرة كان أصلاً ومع وجود هذا التأثير الإيحائي – كما ذكرت – كان من المفترض حين تقود السيارة أن تبدأ أولاً بدعاء الركوب، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن تقود بعناية، ولعلك ذكرت الحلم لأحد - قريب أو صديق – فوقع ما كنت تحذر، وقد نهينا عن إخبار الحلم السيء لأحد من الناس فإنه بذلك لن يضره.

وإليك هذه النصائح لعلها أن تفيدك:

أولاً: تحسين صحتك النومية، وتحسين الصحة النومية يؤدي إلى اختفاء هذه الأحلام - إن شاء الله تعالى - وكذلك عليك بتجنب النوم النهاري.

ثانيًا: يجب أن تكثر من ممارسة الرياضة.

ثالثًا: لا تتناول طعام العشاء في وقت متأخر، ولا بد أن تكون وجبة العشاء في وقت مبكر وخفيفة.

رابعًا: أرجو أن تتوقف عن تناول الشاي والقهوة ليلاً.

خامسًا: حاول أن تفصل ما بين نشاطك الذهني والجسدي ووقت النوم، بمعنى أن تكون في حالة استرخاء لمدة نصف ساعة إلى ساعة على الأقل. يمكن أن تقرأ شيئاً طيباً وجميلاً، أو تسترخي على الفراش، واقرأ الأذكار، وبعد ذلك نم، هذا فيه - إن شاء الله تعالى – خير كثير لك.

حتى تزيل القلق وتحسن من مستوى نومك، أعتقد أن تناولك لدواء بسيط مثل عقار (ديناكسيت) سيكون مفيدًا، وهو متوفر في الأردن، وهو دواء بسيط جدًّا لعلاج القلق، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة يوميًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً