الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني وسواس بأني سأجن..أنقذوني كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 23 سنة، منذ ثلاث سنوات أعاني من الوسواس أني سأصاب بالجنون مع أنني أعلم أن الأمر مجرد أفكار وهمية, بدأ الأمر قبل ثلاث سنوات، حيث كنت مع أحد الأصدقاء فانتابني شعور داخلي مريب لم أعرف سببه، وأنا في طريقي للمنزل فجأتني هذه الفكرة أني سأجن وأصابني الذعر والخوف، وأصبحت أجري لكي أصل للبيت حيث تضاعفت حدة الفكرة أني سأجن مما زاد الخوف والرعب, وعدم الاطمئنان أمسكت رأسي بدأت أوحد الله، وأستغفره بطريقة، كنت فيها كمن لا يحمد عقباه.

كان يومي كالجحيم، ومن ذلك اليوم أصبحت رحلتي مع هذه الوساوس تأتيني فترات وتذهب، وتأتيني بعد الاستيقاظ من النوم حيت أحس بأفكار غير منطقية مما يصيبني بألم في الصدر، وعدم التركيز وكآبه وقلق، وكذلك تأتيني النوبة عند التوتر أو الغضب حيث أنزعج من أي شيء حولي، وأريد فقط الهدوء.

لدي أيضا وسواس عند الوضوء في عدد مرات الغسل، أو هل أنا طاهر فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ismail حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

ما ذكرته فعلاً هو وساوس قهرية، ففكرة أنك سوف تفقد عقلك هي فكرة وسواسية سخيفة، وهذه من الوساوس التي نشاهدها كثيراً خاصة إذا اطلع الإنسان عن الأمراض النفسية أو قرأ عنها أو يعرف إنسانا مريضا بهذه الأمراض، الفكرة كما ذكرت تختفي وتظهر، وقد يكون لها مبررات مثل القلق والتوتر وحدة التفكير كلها مثيرات كما هو في حالتك.

بالنسبة لوسواس الوضوء ووسواس الطهارة أيضا من الوساوس المنتشرة جدًا -وإن شاء الله تعالى- كلها يمكن أن تعالج.

أخي الكريم كما تعرف أن الوساوس كفعل أو فكرة ذهنية من أهم طرق علاجها هي تحقيرها، وعدم الاهتمام بها والتفكير فيما هو ضدها ومحاولة تثبيط هذا الفكر المضاد أو الفكر المضاد للوساوس.

توجد أيضا علاجات دوائية جيدة ومفيدة، ونرى أن تناولها الآن هو البوابة الرئيسية التي من خلالها يستطيع أن يقوى الإنسان على العلاجات السلوكية أو العلاجات الأخرى.

أيها الفاضل الكريم: أنا أنصحك حقيقة بتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، وإذا تمكنت أن تذهب إلى الطبيب فهذا جيد، وإن لم تتمكن من الذهاب، فأعتقد أن عقار بروزاك، والذي يعرف باسم فلوكستين ممتاز جداً، وهو دواء مفيد لعلاج الوساوس بجرعة كبسولة واحدة في اليوم استمر عليها لمدة شهر، ثم تناول الدواء بعد الأكل وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لوساوس الغسل والطهارة فيجب أن تبني على اليقين حاول أن تحدد كمية الماء الذي تتوضأ به، ويفضل أن لا تتوضأ بماء الصبور، ويفضل أن تتوضأ على ماء من الإناء على الأقل في الأيام الأولى، هذا سوف يساعدك كثيراً، وأعتقد أن الدواء سوف يساعدك بصورة ممتازة جداً وسوف تحس بقيمته بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من بداية العلاج.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً