الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تستجيب لي إذا دعوتها للفراش..ساعدوني بكيفية العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

متزوج منذ أربعة عشر سنة، حياتي الزوجية ممتعة -حب وتجاوب كامل- فجأة وقبل سنة لم تعد زوجتي تستجيب لي بالشكل السابق، فصارت كثيرة النوم، ولا تهتم بوجودي وبالمعاشرة الزوجية، أصبحت حياتنا جحيما، وعندما أدعوها للفراش تتهرب، وإذا استجابت تكون متوترة، ومشدودة وأحس أنها لا تطيقني.

إذا فاتحتها بالموضوع تتهرب، ولا تريد الإجابة، أو الحديث.

أريد حلا .. أريد الإجابة .. حياتي تتوجه للجحيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في موقعك، ونبشرك بأن الذي أسعدك أربعة عشر سنة سوف يُسعدك الآن، فتوجه إليه سبحانه وتعالى، وراجع ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، فإن السلف كانوا يقولون: (ما وُجد نفورٌ بين الحبيبين – أو خلاف بين زوجين – إلا بذنب أحدثه أحدهما) فندعوكم بداية إلى التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، والإنسان ربما تحصل منه أشياء لا ينتبه لها.

الأمر الثاني: أرجو أن تجتهد في أن تتواصل مع زوجتك، وتعرف ما هو الشيء الدخيل عليكم، هل هناك صداقات جديدة؟ هل هناك أزمة مالية؟ هل هناك ظروف صحية تمر بأحدكما؟ فهذا أمر أيضًا ينبغي أن نقف عنده.

إذا لم تكن هناك أسباب مادية ظاهرة فإنا ندعوك إلى اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وضرورة قراءة الرقية الشرعية على نفسك وعلى زوجتك، والإكثار من ذكر الله تعالى، وعمارة البيت بتلاوة سورة البقرة والمحافظة على أذكار المساء والصباح، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والصواب.

كذلك أيضًا أرجو أن تراجعوا مسألة الكيفية التي كنتم تمارسون بها الحياة الخاصة بين الزوجين، فإن الروتين أحيانًا قاتل، والإنسان لابد أن يغير في أوضاع الجماع شريطة أن يكون في مكان الحرث، قال تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم وقدموا لأنفسكم} وأرجو أن تتشاور مع زوجتك في هذه المسألة، وتجتهد في اكتشاف مواطن الإثارة في جسدها، وتجتهد في أن تُشبعها، وتعطيها حقها في الفراش؛ لأن هذه أمور أساسية لها علاقة بما ذكرت؛ فإن هذا التغير تكون له أسباب فعلية من هذا النوع، وهروبها من الفراش قد يكون فعلاً له علاقة بهذا، فبعض الأزواج لا يهتم أحيانًا بإيصال زوجته إلى حالة الإشباع، فإن شهوة المرأة قد تتأخر، ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – والتوجيه الشرعي بأن يصبر عليها حتى تقضي وطرها، وتأخذ حظها من ذلك.

كذلك ينبغي أن تتجنب النقد، والملاحظات، وتتجنب الكلام، والحديث عن الأخريات، أو الثناء على أخريات، لأن المقارنات السالبة هذه مرفوضة.

كذلك أيضًا ينبغي أن تنظر في الأمور الدخيلة، يعني هل هناك صديقة جديدة دخلت في حياتها؟ ما هي أسباب النفور من وجهة نظرك؟ ينبغي أن تبحث عن أسباب فعلية، هل هي مصابة بإحباط فعلاً؟ لأن المرأة إذا كانت مصابة بإحباط، وعندها مشاكل تنفر من الفراش، بخلاف الرجل الذي ربما يُقدم على الفراش والمعاشرة عندما يكون مشغولاً ومهمومًا.

عمومًا الأمر لا يدعو إلى القلق والاضطراب، فتوجه إلى الله تبارك وتعالى، وابحث معنا هذه الأسباب، فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب، وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، ففكر وأعد التفكير وكرر النظر مرتين، ثم تأمل وتدبر، وحاورها، واجتهد في أن تعرف الأسباب، وألا تكون أسباب بعيدة، لكن نحن نريد أن نعرف ما هو الجديد في حياتكما الزوجية؟ هل تتعرضون لأزمة مالية؟ أو يتعرض أحدكما لازمة صحية؟ هل تواجه هذه الزوجة لهبوط في المعنويات؟ هل تعتقد أن الانسجام في الفراش لم يكن كما كان أولاً؟ هل بينكما قبل الفراش لوم وعتاب؟ لأنه أحيانًا قد تكون الحالة واحدة لم يحصل فيها التجاوب، فإذا كان هناك عتاب ولوم يؤدي إلى انطباع سالب، وبعد ذلك إذا أراد الزوج أن يباشر زوجته فلا يجد زوجته مستجيبة لذلك، لأنها إنسان ولها أحاسيس، فهذه أمور مهمة بمكان.

كذلك ينبغي طي الصفحة، وينبغي أن تنبته لألفاظك، فالمرأة لا تنسى الكلام القبيح الذي يُقال لها، وبيّنا أن الروتين والطريقة الواحدة في الجماع دون تغيير لها أثر، ولها علاقة بهذا الفتور وهذا الأمر، المهم نحن نريد أن تنظر للقضية من كافة جوانبها، وسوف نكون سعداء جدًّا إذا كتبت إلينا بتفاصيل ما يحصل، حتى نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحل المناسب، وحبذا أيضًا لو شجعتها للكتابة إلينا، وطبعًا من حقكم أن تطالبوا بحجب الاستشارة، ونسأل الله أن يديم الألفة بينكما، وأن يرد الأمور إلى صوابها وسدادها، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رشيد برشلونة

    شكرا جزيلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً