الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر وخوف عند رؤية الإبر وعندما توضع في جسدي.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد التحية, أسأل الله أن يجزي القائمين والعاملين بهذا الموقع خير الجزاء لما يقدمونه من نفع للمسلمين.

الإخوة الكرام لدي مشكلة "غريبة" أرجو من الله أن أجد تفسيرا لها وحلها لديكم، واعذروني إن أطلت.

ما سأعرضه هو مشكلة واحدة، ولكنها ترتبط بجزأين "نفسي" و"طبي"؛ فإن استطاع الإخوة إداريو الموقع عرضها على كلا الاختصاصيين فتلك خدمة عظيمة.

أنا شاب أبلغ الـ25 من العمر، طولي 185 سم، ووزني 70 كجم.

الشق النفسي: أعاني منذ الطفولة من حالة غريبة عند أخذ الإبر الطبية، أو سحب عينات الدم، أو عند استماع، أو مشاهدة، أو قراءة شرح عن أي مرض (مثلاً السكري وأعراضه) وهذا الأمر يحدث لي منذ أو قبل الأول الابتدائي إلى يومنا هذا بعد تخرجي من الجامعة، وكان آخرها قبل أيام قليلة عندما ذهبت لإجراء فحص دم، سأذكر تفاصيلها بعد لحظات.

الحالة الغريبة تتلخص في إصابتي بضعف عام، وفتور في الأطراف مع تعرق بالكفين، وبرودة بها، وازدياد في النبض بجوانب الرقبة مصاحباً لها غثيان قد يزداد بازدياد مدة تعرضي للمسبب، وقد أتقيأ، وأذكر مرة حدث لي ابيضاض تام في الرؤية أمامي لثوان.

الحالة تختفي بشكل سريع إذا غيرت من مكان تواجدي، أو حالتي، أو شربت كوب ماء، وأيضاً إذا تقيأت عندما أصل للذروة، والتقيؤ حدث أحيانا قليلة وربما مرتين آخر 10 سنوات.

قبل أيام قليلة ذهبت لعمل فحص دم بغرض معرفة إن كان هناك سبب عضوي في عدم ازدياد وزني بطلب الدكتور, بعد جلوسي للانتظار قرابة النصف ساعة, وصل دوري، وعند دخولي شعرت الممرضة ببرودة شديدة بيدي (يدي طبيعتها تمتص برودة الجو، وربما السبب في ذلك هو تعرق راحة اليد أحيانا) مما جعلها تسألني عن ذلك، وتصاب بالقلق, وبعد لحظات أحسست بإعياء شديد، وغثيان فاستأذنت وخرجت قليلاً في الهواء الطلق، فاختفى الأمر, وعدت بعد ربع ساعة, واستطاعت ممرضة أخرى أخذ العينة، ولجأت لأسلوب إشغالي بالحديث في أمور بعيدة عما يحدث.

ملاحظة هامة: الأمر ليس مسألة خوف, بل هي حالة لا إرادية بشكل كامل، ولا أقوم بتوتير نفسي بل أحاول تهدئة نفسي، والاطمئنان, وقبل حدوثها أكون طبيعيا.

الشق الطبي: نتيجة التحليل الأخيرة قبل أيام أظهرت أن نسبة سكر الجلوكوز في الدم مع الصيام 8 ساعات هي 5.6 ، الدكتور أخبرني أنها طبيعية, ولكن بعد انصرافي عند مشاهدتي في ورقة التحليل أنها تقريباً الحد الأعلى للمعدل الطبيعي شعرت بالقلق, خاصة، وأنني منذ الطفولة المبكرة، وأنا أعاني من كثرة التبول خاصة بعد شرب الماء، وبعض العصائر (أحيانا يكون بشكل ضخم ربما بفارق أقل من 10 دقائق (وعلى قصر الفارق تكون كمية البول كبيرة)، ولكن غالباً يكون بمعدل مرة في الساعة، أو الساعتين، وكثيراً أظل بدون حاجة للتبول ساعات خاصة عندما أكون بالخارج).

هل يمكن أن يكون ذلك هو ما يسمى بالبول السكري؟ وكيف أتأكد؟

بعد بحثي في الإنترنت شعرت بالقلق من هذه النسبة للسكر, وفكرت أنه ربما لأنني قرب الحد الأعلى للجلوكوز في الدم, فعند تعرضي للمؤثر المذكور في الشق النفسي, يزداد إفراز الأدرنيالين، وزيادة نسبة السكر بشكل كبير مما يسبب لي الحالة التي أصاب بها.

فهل نسبة الجولوكوز هذه طبيعية فعلا؟ أم هي كما قرأت قد تنبئ بإمكانية الإصابة بالسكري في المستقبل؟ وهل من إجراءات وقائية؟ خاصة أني نحيف، وأريد زيادة وزني "من ضمنها زيادة الكربوهيدرات، والسعرات الحرارية بصورة عامة".

وهل أحتاج لعمل فحوص أكثر، وما هي هذه الفحوص؟

ضمن نتائج التحليل كان هناك فحص للكولسترول ووظائف الكلى والكبد والدهون الثلاثية، والحمد لله كانت طبيعية.

المقلق في مشكلتي هي إذا قدر الله إصابتي بمرض (عافانا الله وإياكم وجميع المسلمين) يحتاج عملية، أو إبرا، أو مغذية كما يحدث لأغلب خلق الله في فترة من فترات حياتهم.

هل الأمر كما أظنه متعلق بانفعالات لا إرادية تحتاج لتنظيم؟ هل من حبوب مفيدة؟ ضمن بحثي قرأت عن حبوب الزيروكسات, هل هي مفيدة في حالتي؟ وما هي الجرعة؟ -والحمد لله- دائماً وأبداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

حالة التفاعل النفسي عند رؤية الإبر الطبية، أو سحب العينات، أو المشاهد، أو القراءة عند الأمراض خاصة أمراض معينة مثل السكر، هذه الظاهرة معروفة تصيب بعض الناس، من الناحية النفسية تعتبر نوعا من المخاوف النفسية، وإن كان الإنسان قد لا يحس بخوف حقيقي، والخوف النفسي في الأصل هي حالة تفاعلية وجدانية لا تتناسب مع الموقف، يحس الإنسان بشيء من عدم الارتياح، وعدم الرضى حين يكون عرضة لذاك الموقف.

من الأشياء العجيبة حول المخاوف دائماً نعطي مثالاً -وهو صحيح-: أن الإنسان يمكن أن يكون مروضا للأسود، لكنه يخاف من القطة. فإذن هي عملية نفسية فسيولوجية بيولوجية معقدة جداً، وأنت كما تلاحظ أخي حين صرفت الممرضة انتباهك لأتخذ العينة، وهذا دليل قاطع على المكون النفسي لهذه الحالة.

عموماً العلاج يكون من خلال التعريض، وتصحيح المفاهيم، وتصحيح المفاهيم بأن لا تقبل هذا الذي يحدث لك كأمر يتلقى ولا مفر منه، وإن خفت من الإبرة، أو تفاعلت هذا التفاعل الذي يحدث لك في الماضي ليس من الضروري أن يحدث لك مستقبلاً.

انقل نفسك لمثل هذه المفاهيم، وفي ذات الوقت أنصحك بإحضار إبرة في البيت، وتحاول أن تتأمل فيها وتصور أنك تقوم بسحب الدم، أو أحد يقوم بسحب الدم منك أو شيء من هذا القبيل، هذا نوع من التعريض المباشر، وأنصحك بالإكثار من زيارة المستشفيات، وزيارة المرضى، وهذا أيضا تعريض وتعريض ممتاز جداً، وعليك أن تتذكر دائماً حتى إن حدث لك هذا التفاعل، فلن تصاب بمكروه أبداً كل الأمر يتعلق نشاط خاصة يحدث للجهاز العصبي اللاإرادي.

تمارين الاسترخاء نعتبرها أيضا وسيلة علاجية تساعدك فكن حريصاً عليها ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية 2136015.

الشق الطبي إن شاء الله تعالى سوف يجاب عليه.

من ناحية أقول لك: إن فحص السكر للتأكد من وجوده من عدمه أصبح سهلا، ومتطورا جداً من أفضل هذه الفحوصات هي أن يفحص الإنسان، وهو صائم، وبعد نصف ساعة يتناول نوعا خاصا من السكر والمركز وبعد ذلك سوف يتم التحليل، وبعد ساعتين من تناول هذا المركب يتم فحص الدم والبول كل نصف ساعة لمدة ساعتين تقريباً، وهنالك أيضا ما يسمى بالفحص التراكمي هيمقولبين (أ سي ون)، فإذن هذا الأمر سهل جداً للتأكد منه أرجو أن تقطع الشك باليقين من خلال أن تراجع طبيب الغدد، وهذا أفضل لك كثيراً، ولا داعي أبداً أن تشعر بالقلق، أنا أعتقد أن الذي يشغلك لهذه الدرجة جزء كبير منه ناتج من المخاوف المرضية التي تعاني منها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم هناك علاجات فعالة جداً لعلاج المخاوف بصفة عامة، وبصفة خاصة الخوف من الأمراض والمستشفيات، الزيروكسات دواء طيب، وممتاز، ولكن يقال أن الدواء الفعال والأحسن هو سيرتللين، والذي يسمى تجارياً لسترال، زولفت، وربما يكون له مسميات أخرى، الجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة جداً وتكون البداية نصف حبة أي( 25) مليجرام يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، وبعد ذلك يرفع الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونأسف للتأخر في الإجابة عن سؤالك.

وبالله التوفيق والسداد.

++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري أول ـ باطنية ورماتيزم:
++++++++++++++++++

بالنسبة للحالة التي تحصل معك، وكما تم الإجابة عليه بالتفصيل من قبل الأخ د. محمد عبد العليم؛ فإن هذه الحالة منشؤها نفسي إلا أن ما يحصل أثناء الأعراض هو ما يسمى بالـ Vasovagal syncope، أو ما يسمى بالإغماء الوعائي الناجم عن تهيج العصب الحائر.

هو (Vasovagal syncope) أو ما يسمى بالإغماء الوعائي الناجم عن زيادة فعالية العصب الحائر، وفي هذا الإغماء ينخفض الضغط، وفي البداية يزداد عدد ضربات القلب للمحافظة على الضغط ثم يتباطأ القلب، ويصاب الإنسان بالإغماء ليصحو بعد قليل بعد أن يوضع المريض على ظهره، وترفع قدماه.

وأسباب هذه الحالة كثيرة ومنها: الإعياء، والوقوف الطويل، والجوع مع التعب، والأخبار غير الحسنة والانفعالات النفسية، والإجهاد الجسدي والنفسي، والتبرع بالدم، أو عند سحب الدم، أو إعطاء حقنة في العضل، أو تحت الجلد، أو البقاء في الحر لفترة طويلة، وهناك أسباب أخرى يطول ذكرها إلا أنه في مثل حالتك هو الخوف كما تم ذكره، وأنا أذكر لك قصة أيضا فقد راجعني مريض، وتبين أنه من ممن يدرب التايكواندو وعنده الحزام الأسود، وأنت تنظر إليه تقول ما شاء الله على هذا الجسم، وعندما قلت له إنه يلزمك سحب السائل من المفصل، وبدأ الاستعداد لذلك، وعندما رأى تحضير الإبر حصل معه دوخة وتعرق، وكان قريبا من الإغماء.

وعلى كل حال فمن العلاجات التي وجد أنها تفيد بالإضافة إلى ما تفضل به الدكتور محمد من التعرض للإبر، والمستشفيات فهو أنه وجد أن بعض المرضى عندما يقوموا بعمل بعض الأمور أثناء سحب الدم مثل أن يضع رجلا على رجل، ويشد العضلات، أو يقوم مثلا بشد اليدين مع بعض، وهي نوع من الإلهاء أيضا الذي تم ذكره.

أما بالنسبة للسكر فإن النسبة الطبيعية عند الصيام لمدة 8 ساعات، فهي من 3.9-5.5 mmol/L أو ما يعادل 70-99 ملغ ، وفي حال أن يكون بين 5.6 الى6.9، فإن ذلك يعني وجود فرصة في المستقبل للإصابة بالسكري.

كذلك يمكن اللجوء إلى اختبار تحمل الجلوكوز المركز، وذلك من خلال إعطاء المريض 75 ملجم من سائل الجلوكوز المركز، ثم فحص سكر الدم بعد ساعتين، فإن كانت نسبة السكر في الدم ما بين 140 - 199 ملجم/ دسل، فإن ذلك يعني وجود فرصة للإصابة بالسكري بصورة أكبر مستقبلا، وفي هذه الحالة يفضل عمل جدول زمني لعمل فحص السكر بصفة دورية.

ولذا بالنسبة لك فإنه من المهم معرفة إن كان أحد أفراد العائلة مصابا بالسكري، لأن وجود السكري عند أحد الوالدين يزيد من احتمال الإصابة في المستقبل.

والأعراض التي تعاني منها ليست من ارتفاع السكري، فإن ارتفاع السكر لا يؤدي إلى هذه الأعراض التي تشكو منها، ولا يتحسن بسرعة وكذلك الأعراض التي تشكو منها من تبول بعد شرب السوائل ليس له علاقة بالسكري، فإن السكر عندما يرتفع بعد الطعام أو شرب السكريات يرتفع خلال نصف ساعة، ثم يصل إلى أعلى مستوى في الإنسان الطبيعي خلال ساعة، ثم يبدأ بالنزول.

أما السكريين فيرتفع خلال نصف ساعة ليصل إلى أكثر من 180 ملغ خلال ساعتين، ثم يبقى لساعة أخرى، ثم يبدأ بالنزول، وفي الوضع الطبيعي فإن سكر الدم لا يبدأ بالظهور في البول، والذي من شأنه أن يزيد كمية البول إلا بعد أن يرتفع سكر الدم إلى أعلى من 180 ملغ (10moml).

ولذلك أرى أن تعيد هذا الاختبار بعد ثلاثة أشهر وتختبر أيضا معه HBA1c ، وهو يعطي فكرة عن معدل السكر لمدة ثلاثة أشهر، ولا يتأثر بارتفاع واحد أو أكثر، وإنما يعطي متوسط السكر خلال ثلاثة أشهر فإن كان أقل من 5.5 فلا حاجة للتخوف، أما إن كان أعلى من ذلك، فيجب عمل اختبار تحمل السكر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    يمكنك اخي ان تفعل تحليل سكرى وهدا في الصيدلية ولا تقلق لانهم لن يعطوك ابرة سايشكونك مثل شكة الدبوس وانا اوعدك انها لا تولم

  • الجزائر ناجي عراب

    الله يزيدكم من علم الله .وحالتي طبق الأصل لحالة الأخ العزيز وقد استفدت باذن من هذه المعلومات


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً