الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنفر من بعض الأماكن والأزمنة لا أدري أهو تشاؤم أم طيرة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم كل مساعدة أو استشارة في هذا الموقع.

مشكلتي سأحاول أن أوردها لكم في مثال، مثلا إذا لبست ثوبا معينا وحدث معي شيء سيء لا ألبسه بعد ذلك أبدا، أنام بغرفة، وإذا صادف وسمعت خبرا سيئا لا أنام بتلك الغرفة مهما حدث بعد ذلك.

ومرة سافرت لعمتي، وكنت سأخطب ولم يحدث ذلك؛ فتشاءمت من تلك البلدة، ولما تعبت عمتي وطلبت أذهب إليها اعتذرت، ولم أذهب، حاولت كثيرا التخلص من هذا الإحساس، واعلم جيدا أن الطيرة باطلة، لكن للأسف، لم أستطع فظل هذا التفكير مسيطرا علي.

لا أعلم إن كانت الحالة نفسية أم ماذا؟ لأني تعرضت لإحباطات كثيرة...أرجوكم ساعدوني لأتخلص من هذا الإحساس ..لكم شكري الجزيل مع احترامي وتقديري، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، وعلى امتداح الموقع والاستشارات، وتسعدنا خدمة الناس.

في كثير من الأحيان عندما نمرّ بحدث معين، فإن عقلنا يسجل هذا الحدث بربطه مع ظروفه من زمان ومكان، فإذا كان الحدث سعيدا ارتبط هذا الحدث السعيد بالمكان والزمان، ونجد أنفسنا نرغب بالعودة لهذا المكان، وهذا أمر طبيعي.

وكذلك إن كان الحدث سلبيا أو محزنا، فيرتبط هذا أيضا بالزمان والمكان وربما الأشخاص الذين كان لهم حضور عند حدوث هذا العمل أو الحدث، ومن الطبيعي أن لا يرتاح هذا الإنسان أن يعود من جديد لهذا المكان الذي ارتبط في ذهنه بهذا الحدث المزعج، ويحاول تجنب المكان والأشخاص، فهذا أمر إنسانيّ فطري طبيعي، إلا أن هذا لا يعني أبدا أن يسمح الإنسان لهذا الارتباط بين الحدث والمكان أو الأشخاص، أن لا يسمح لهذا أن يسيطر على أفكاره وسلوكه، وبحيث يتجنب كليا هذا المكان، وكأنه يعتقد بأن هذا المكان يضرّ وينفع، فقد يصل الأمر لحدّ الطيرة أو التشاؤم، والذي نهينا عنه.

ولاشك أن عودة الإنسان للمكان الذي عاش فيه تجربة سلبية، عودة مزعجة وغير مريحة، وهذا أمر طبيعي، إلا أن هذا يجب أن لا يمنعه كليا من العودة لهذا المكان، فما حدث قد حدث، وليس للمكان أو الزمان من إرادة تؤذي الإنسان.

فما الحل؟

أريدك أن تعودي للغرفة التي تجنبتيها، فالتجنب لا يحلّ مشكلة، وإنما يزيدها شدة وإزعاجا، وأن تعودي لارتداء الثوب الذي لا تريدين لبسه من جديد، وتعودي لكل ما حاولت تجنبه بسبب ارتباطه بأمر أو حدث أزعجك، وبهذه الطريقة تسيطرين على حياتك، وظروف هذه الحياة، فأنت من يسيطر على الموقف، وليس العكس.

حفظك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً