الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي يحدث لها إغماء وتشنج وفقدان للوعي، ما تفسيرها وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية نشكركم على هذا الموقع المتميز فعلاً، والذي خدمنا في عدة نواحي، ونشكر القائمين عليه والعاملين عليه.
سؤالي هو:

حصل لزوجتي في أول يوم من رمضان، وهي نائمة تشنج، وغياب عن الوعي دام لأكثر من ربع ساعة، ولم تكن تعلم ما الذي يدور حولها حتى قضمت لسانها، وخرج الدم من أطرافه (وكانت حامل) ، وبعد تقريبا ثلاثة أشهر ونصف حصل لها نفس الحالة وهي مستيقظة فإذا بها ترتعش، وتفقد وعيها (وهي مرضعة)، وبعد حوالي ثلاثة أشهر حصلت لها نفس الحالة، فأخذناها إلى طيب، وعمل لها فحص دماغ، وتخطيط، وبعد ذلك أعطاها الدواء ( Biston ).

فنرجو توضيح حالتها، وهل هي خطيرة؟ وهل الدواء مناسب أم أن هناك أدوية أفضل؟ وكم ستستمر تأخذ الدواء؟

بارك الله فيكم، ونفع في علمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النوبات التي حدثت لزوجتك، النوبة الأولى حدثت في أثناء شهر رمضان، وهي تحمل سمات التشنج الصرعي، فأنت ذكرت أنه تشنج، وأنها قد غابت عن الوعي، وأن هذه الحالة استمرت لأكثر من رُبع ساعة، هذا فيما يظهر لي هو تشنج صرعي، وأرجو ألا تنزعج لكلمة صرع، لأن هذا هو المسمّى الصحيح، وبعض الناس يستعملون كلمات (زيادة في كهرباء الدماغ) وشيء من هذا القبيل، هذه مصطلحات ليست دقيقة علميًا.

والنوبة الصرعية قد تكون نوبة واحدة فقط، أي مرة في العمر، وبعد ذلك لا تأتي للإنسان، أو قد تتكرر، وهنالك عدة أنواع وعدة جزيئات لهذه الحالة.

وبما أنه قد حدث لها ذلك في شهر رمضان فربما يكون ذلك مرتبطًا بمستوى السكر في الدم، وهذا أمر معروف، كما أن الحمل يعرف عنه في الشهور الأخيرة أنه قد يؤدي إلى ما يعرف بضغط الجنين، وهذا في بعض الأحيان تنتج عنه تشنجات، لكن لا أعتقد أن هذا الأمر ينطبق على زوجتك، لأن التشنجات المصاحبة للحمل غالبًا تكون تشنجات لا تخلو من الخطورة ويكون ضغط الجنين من النوع المرتفع جدًّا، وتعتبر حالة طبية تستدعي الانتباه العاجل.

فإذن ربما يكون هذا التشنج الذي حدث لزوجتك له سبب، والنوبة الثانية حصلت لها في فترة الرضاعة، ثم بعد ذلك حدث ذلك بعد ثلاثة أشهر.

إذن ما دامت هذه النوبات الثلاث حدثت في فترات، وإن كانت متباعدة فلابد أن يتم فحص هذا الأمر، وأعتقد أنك قد قمت بالإجراء الصحيح، وأنك ذهبت بها إلى الطبيب، والطبيب قام بإجراء تخطيط للدماغ، وبعض الأطباء أيضًا يقومون بإجراء فحوصات للدم، والبعض أيضًا يقوم بعمل صورة مقطعية للدماغ، إن كان هنالك إمكانيات لذلك.

عمومًا من الواضح أن الطبيب طبيب مقتدر، وقد اتخذ الإجراء الصحيح، وكتب لها الدواء والذي يسمى (Biston) وبكل أسف هذا الاسم اسم تجاري وغير معروف لديَّ.

فالذي أريد أن أوضحه لك أن الأدوية التي تستعمل لهذه التشنجات كثيرة جدًّا ومتعددة، فهنالك أكثر من ستة أو سبعة أدوية، معظمها فاعلة وممتازة، وهنالك بروتوكولات علاجية معينة، معظم الحالات تستجيب لدواء واحد، وبعض الحالات تحتاج لدوائين، والبعض يحتاج إلى ثلاثة أدوية، وهكذا.

المهم أن زوجتك الفاضلة يجب أن تلتزم التزامًا قاطعًا بالجرعة الدوائية، ويجب أن تكون هنالك متابعة، وهذه الحالات تعتبر حالات ليست خطيرة أبدًا ما دام هنالك التزام تام بالدواء، ومعظم الحالات تتطلب العلاج لمدة سنتين إلى ثلاث، بعدها يمكن أن يتم التوقف التدريجي من الدواء إذا لم تحدث أي تشنجات في الفترة العلاجية السابقة، ولا شك أن الذي يمنع حدوث التشنجات هو أن يكون الدواء دواءً صحيحًا، وأن تكون الجرعة صحيحة، وأن يكون المريض منضبطًا في تناول الدواء.

أحد الإشكاليات الكبيرة جدًّا التي تواجه المرضى الذين يعانون من هذه التشنجات أنهم قد لا يلتزمون بالعلاج خاصة إذا تحرروا من هذه النوبات لمدة طويلة، سنة أو سنة ونصف، فتجدهم بعد ذلك يتقاعسون من الدواء أو تأتيهم نصائح خاطئة من أشخاص ليس لهم علاقة بالاختصاص، ومن ثم يبدأ المريض في إهمال دوائه، وبعد ذلك تحدث النوبة، وبكل أسف لابد أن يبدأ المريض من جديد، أي يبدأ فترة علاجية جديدة كاملة.

أرجو أن تطمئن تمامًا، وإن أفدتني بالاسم العلمي للدواء فيمكن أيضًا أن أساهم - إن شاء الله تعالى – في توضيح المزيد، لكني مطمئن تمامًا أنها - إن شاء الله تعالى – تحت أياد أمينة، وهذا المرض أصبح الآن بسيطًا جدًّا، وعلاجه ليس بالصعب.

الفاضلة زوجتك يجب أن تعيش حياتها حياة طبيعية، هذا الذي أصابها لا يُنقصها أبدًا، ولن يؤثر عليها ما دامت ملتزمة بالعلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية، ونشكرك على اهتمامك بأمر الفاضلة زوجتك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا راجية رضوان الله

    بارك الله فيك يا دكتور وبارك الله في اخي الكريم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً