الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أرغب بأن أكن أما في يوم من الأيام..فما السبب وهل سأتغير؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أبلغ من العمر 25 عاما، عزباء، أود أن أشكركم على جهودكم المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين.

مشكلتي أيها الأفاضل لا أدري أقول إنها عقدة أم غير ذلك..

أغلب الإناث منذ نعومة أظفارهن يرغبن بأن يكن أمهات على الرغم من مشقة الأمر، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، أما أنا فلا أرغب بأن أكون أما منذ أن كان عمري 8 سنوات، لم أرغب بأن أكون أما.

أذكر عندما كنت ألعب في مدينة الملاهي، ووالدي يلوحان إلي بأيديهما، وهما سعيدان، منذ ذلك الوقت أدركت بأني لم أرغب بأن أكون أما، لم أذكر بأني في يوم من الأيام اشتريت دمية ألعب بها كسائر الفتيات، "يشعرن بأنهن أمهات لتلك الدمى"، كنت أتمنى في قرارة نفسي أن يتغير وضعي عندما أكبر، ولكن للأسف لم يتغير شيء.

عندما كبرت كنت أسمع أن فلانة تزوجت، ثم بعد فترة أعلم بأنها قد حملت يكاد قلبي يتفطر عليها، وأقول في فرارة نفسي "مسكينة الله يعينها" وهي تكون في غاية السعادة.

الآن أرغب بأن أتزوج، ولكن كلما أتذكر موضوع الأطفال أتردد، علما بأني حاليا أقوم بتربية أطفال أختي الصغار 5 و 4 سنوات؛ لمرضها بالفصام، وهما يحباني، أيضا أنا أعمل معلمة قرآن في أحدى دور التحفيظ للمرحلة الابتدائية، "ثالث+رابع" لا أحبهن ولا أكرهن " لكن طالباتي يحببنني" فأنا أتعامل معهن معاملة حسنة.

هكذا شعوري تجاه الأطفال لا أحبهم ولا أكرههم، ولكن أرحمهم، ومن شدة رحمتي بهم يخيل لمن يراني معهم أني أحبهم، وأنا فقط أرحمهم.

خلاصة سؤالي يا مستشاري الفاضل، عندما أتزوج، وأنجب أطفالا شعوري تجاههم سوف يكون الرحمة فقط، وليس حنان الأم، حتى لو قمت بتبني أطفال من دار الرعاية لن أميز في محبتي لهم، ومحبتي لأطفالي الذين هم من صلبي فشعوري هو الرحمة بهم، وليس حنان الأم.

علما بأن طفولتي كانت طفولة عادية غلبت عليها السعادة، وأمي إنسانة بسيطة، صاحبة قلب أبيض، لم أشعر بحنانها، وفي المقابل لم أشعر بفقدانه، حتى في فترة المراهقة "لم أكن أحن لحضن أمي"كسائر الفتيات في تلك المرحلة.

أفيدوني مأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khadeejah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك أختي الفاضلة على سؤالك، وعلى مدحك لخدمات موقع الشبكة الإسلامية، وندعوه تعالى أن يتقبل منا جميعا ما نقدم من العمل الصالح.

وأشكرك على ثقتك بنا والكتابة إلينا بمكنونات نفسك وعواطفك ومشاعرك، وعلى حساسيتك ورهافة حسك، وعلى صدقك وإخلاصك الواضح في السؤال، ومن الواضح أنك فتاة شديدة الحساسية.

وشكرا لله على طفولتك السعيدة، والتي ستظهر آثارها الكثيرة في حياتك الأسرية المستقبلية، مع زوجك وأطفالك.

لقد ورد في حنايا سؤال ما يكفي ليشير بأنك ستتزوجين وتكونين ناجحة في حياتك الزوجية، بعون الله وتوفيقه، فأنت لم تستبعدي الزواج أصلا، وأنما تخشين فقط أن لا تقابلي الأطفال بالمحبة، والاكتفاء بالعطف والرحمة، وهذه بداية جيدة وتكفي بداية.

اطمئني فالله يرزق الناس بالأطفال، ويرزقهم ليس فقط الطعام والشراب، وإنما الحب والعطف والرعاية والحنان والرحمة، كثير من الفتيات والنساء ربما كان عندهن مثل ما عندك من هذا التخوّف، إلا أنهن تزوجن وأنجبن الأطفال، وأغرقوهن بالمحبة والرعاية مع الرحمة والعطف، فسنن الله تعمل بطرق عجيبة، أحيانا نفهمها، وفي كثير من الأحيان لا ندرك كنهها، بالرغم من أنها تلمس أدق الأمور في حياتنا.

لا أعتقد أنك تحتاجين للقيام بأي شيء خاص الآن، وانتظري فسترين العجب كيف أن قلبك سيمتلئ بالمحبة والعطف والحنان نحو طفلك أو أطفالك، ورعاية أطفال الآخرين ليس كرعاية أطفالك، ومن عاش في أحشائك أشهرا طويلة، وهم قطعة منك، وممن ترضيعن مع الحليب الكثير الكثير من الرفق، والرحمة، والحبّ، والحنان، والحساسية، واللمسة، الناعمة......

سبحانك ربي على عجائبك في توفير ما ييسر علينا حياتنا!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً