الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق صدري وزيادة ضربات قلبي سببت لي قلقا وانزعاجا

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب عمري 20 سنة أعاني من الآتي:

1- ألم على شكل وخز في الصدر ناحية اليسار( تقريبا عند الفقرات بين 6 و 5 ) (أحيانا وليس دائما )

2- و أعاني أيضا من أعراض أتعبتني جدا لم أجد لها حلا, وهي عبارة عن إحساس بأنني مكتوم وبشيء ما على صدري, يرافقه ذلك إحساس غريب تقريبا عند الحلق (مثل الاختناق) مع ضيق في التنفس (أحيانا), بالإضافة إلى الشعور بالتقيؤ لكن لا يحدث ذلك.

وقال لي الدكتور بأن تشخيصه لي هو أمر نفسي ( التوتر و القلق ) طبعا هو طبيب باطنية ووصف لي موتيفال (مرة واحدة مساء) لكن لم أجده بالسعودية, ونصحني بالاسترخاء والنوم ( وفضل ذلك عن أخذ الدواء ) ويرافق ذلك أحيانا التثاؤب ( لكن أحيانا بمجرد فتح الفم قليلا يذهب الشعور بالتثاؤب، لا أدري لماذا؟)

علما بأن لدي ارتجاع بسيط في الصمام الميترالي, ووصف لي الدكتور إنديرال 10ملغم حبتين لمدة شهر, ثم توقف عنه وأستخدمه عند الحاجة, وأحب أن أضيف بأني أحيانا تتسارع نبضات قلبي, وأحس بأني سوف أفقد السيطرة -خاصة عند قيادة السيارة- بالإضافة إلى الخوف وضيق في التنفس, هل هذه نتيجة ارتجاع الصمام؟

وبالنهاية هذه الأعراض التي ذكرتها تحدث في أوقات معينة وليس دائما - مثلا إذا كانت هناك ضغوطات مثل الامتحانات- فما تشخيصها؟ وما العلاج؟ وهل يوجد بديل للموتيفال وليس له أعراض جانبية؟

وجزاكم الله خيرا وآسف على الإطالة, لكن حتى أستطيع التوضيح.

وشكرا لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أحسنت وصف حالتك وأعراض الشعور بالوخز في الصدر والشعور بالكتمة والغصة في الحلق والميول أو الشعور بالغثيان، هذه أعراض أكيدة من أعراض القلق النفسي، والطبيب الباطني الذي شخص حالتك بأنها إحدى حالات القلق قد أحسن وأصاب إن شاء الله تعالى.

والقلق قد تكون له أسباب، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسباب واهية وبسيطة جدًّا، وهنالك من لهم أصلاً قابلية واستعداد لنوبات القلق، لذا تجدهم يتأثرون ويتفاعلون سلبيًا مع أحداث حياتية بسيطة.

فإذن تشخيص حالتك هو القلق النفسي. العلاقة ما بين الأعراض الجسدية كالخفقان وارتجاع الصمام المايترالي هي علاقة معقدة بعض الشيء.

أولاً وجود هذه العلة البسيطة في الصمام المايترالي كثيرة جدًّا، وهنالك دراسة أشارت أن حوالي عشرة إلى خمسة عشر بالمائة من الناس العاديين اكتشف – وعن طريق الصدفة – أن لديهم ارتجاع في الصمام المايترالي، وتعتبر هذه الحالة حميدة وليست مرضية.

هنالك حالة نفسية تعرف بالهرع أو نوبات الهلع، وجد أن حوالي ثلاثين بالمائة من الذين يعانون من نوبات الهلع لديهم ارتجاع في الصمام المايترالي.
إذن قد تكون هنالك علاقة سببية أو غير سببية بين نوبات الهلع وارتجاع الصمام المايترالي.

عمومًا هذه الحالة حالة حميدة ليست خطيرة، يجب أن لا تشغلك أبدًا.

خطة العلاج بالنسبة لك تتمثل في ممارسة تمارين الاسترخاء كما ذكر لك الطبيب الباطني، وتمارين الاسترخاء متعددة منها طريقة تعرف بطريقة (جاكبسون) بسيطة ومفيدة جدًّا، فأرجو أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت وقم بإجراء البحث على أحد طرق الاسترخاء، وقم بتطبيقها والالتزام بذلك.

العلاج الدوائي: الموتيفال بالفعل غير موجود في السعودية، وهو ينتج الآن في مصر، وهو دواء جيد جدًّا للحالات البسيطة كالقلق والتوتر والاكتئاب النفسي البسيط. الدواء البديل وهو متوفر في السعودية إن شاء الله تعالى هو دواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) لا يتطلب وصفة طبية، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة عشرة أيام، وقوة الحبة نصف مليجراما، بعد ذلك ارفعها إلى حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدًّا، بل حاول أن تغير نمط حياتك وذلك من خلال توسيع دائرة وأنشطتك الاجتماعية، والتركيز على الدراسة خاصة أنك طالب طب، هذا أيضًا يجب أن تعريه اهتمامًا، وهذا لا يعني أن تنقطع للمذاكرة، بل توزع وقتك بالصورة الصحيحة، تخصص وقت للدراسة، وقت للراحة، وقت للعبادة، وقت لممارسة الرياضة، وهي مفيدة ومهمة جدًّا في علاج حالات القلق والتوترات وكذلك المخاوف البسيطة.

بالنسبة لحالة الخوف التي تزداد لديك عند قيادة السيارة، هذا جزء من القلق، هذه أحد التوابع التي نلاحظها مع القلق، وإن شاء الله تعالى بتطبيقك للإرشاد السابق كل هذه الأعراض سوف تنتهي وتعيش حياة طبيعية جدًّا بإذن الله تعالى.

ولمزيد من الفائدة عليك بهذه الاستشارات لتعرف العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).
والعلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً