الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابن عمي لديه إخوة معاقون، فهل أقبل بالزواج به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، عمي يريد أن يزوجني ابنه البالغ من العمر 25 عاما، وابن عمي لديه إخوة معاقون لديهم تخلف عقلي، ولديه إخوة في نفس الوقت سليمون، وكذلك لديه أخت من الأب متزوجة من شخص لا يمت لها بصلة، وأخته لديها طفلان معاقان أيضا تخلف عقلي، ولديها أبناء في نفس الوقت سليمون، ولديه أخوات متزوجات وأبناؤهن أصحاء.

عمي وزوجته أبناء عمومة من بعيد، أي أن أبا عمي وأبا زوجته أبناء عم، وليسو إخوة، وأمي وأبي ليس بينهما قرابة، وجميع إخوتي أصحاء ولله الحمد.

المشكلة أنني متخوفة جدا من إن أنجب أطفالا معاقين، وليس لدي ثقة بتحليل الزواج، وهل سيكشف تحليل الزواج احتمال إنجاب أطفال معاقين؟ أم أنه سيذكر لنا نسبة حدوث الإعاقة؟

وفي نفس الوقت لم يتقدم لخطبتي سواه، وفي نفس الوقت أفضل أن أبقي بلا زواج من أتزوج ابن عمي كي لا أنجب أطفالا معاقين.

علما بأن لدي أدوية نفسية سببها قلق حاد، وأنا في حيرة من أمري، وليس لدي من أستشيره في هذا الأمر غيركم، فلكم الأجر بإذن الله لتفريجكم كربتي وإرشادي إلى الصواب، ومن فرج عن مسلما كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد وصلتني رسالة مشابهة جدًّا لرسالتك هذه منذ عام تقريبًا – أذكر ذلك تمامًا فلا تستغربي – وأقول لك أيتها الكريمة أن تخوفاتك حيال هذا الزواج فيه شيء من المنطق، لكن أعتقد أن هنالك أيضًا مبالغة في موضوع التخوف هذا.

بالنسبة للإعاقات: لابد أن يُحدد نوعها، فهنالك أمراض تنقل نقلاً جينيًا مباشرًا، وهنالك أمراض لا تنقل نقلاً جينيًا مباشرًا، فإن كان بالإمكان معرفة نوعية الإعاقة التي يعاني منها أطفال أخو الزوج المتوقع فهذا ربما يكون مفيدًا.

لكن بصفة عامة - ومن وجهة نظري الشخصية جدًّا - أنك يمكن أن تتزوجي من هذا الرجل، فهنالك أطفال سليمون في الأسرة، وليس من الضروري أبدًا أن تكون هنالك مطابقات جينية مباشرة.

هذا الزواج فيه إن شاء الله تعالى استقرار لك ولزيادة أيضًا العلاقة الطيبة بين الأسرتين. لا أقصد أن تكوني أنت الضحية لأجل الآخرين، لكن الأمر أعتقد أنه في خير إن شاء الله تعالى، وعليك بالدعاء لأن الدعاء سلاح المؤمن في كل شيء.

بالنسبة للفحوصات قبل الزواج هي فحوصات جيدة، فمثلاً إذا اتضح أن هنالك إشكالية بالنسبة لفصيلة الدم ما بينك وبين هذا الأخ هنا ربما يكون اتخاذ القرار أسهل، أي أن الاحتمالية لحدوث مشاكل لدى الأطفال هي احتمالية قد تصل إلى خمسين بالمائة، بخلاف ذلك بقية الفحوصات لا أعتقد أنها ذات أهمية، وأتفق معك في ذلك، فعلى الأقل يتم عمل فحص لفصيلة الدم.

لا أحد يستطيع أن يحدد نسبة الإعاقات، نسبة الإعاقات تحدد من خلال نوعية الخلل الجيني، هنالك حسابات معروفة في هذا السياق، لكن الاحتمالية لحدوث التخلفات العقلية أو غيرها – نفسه لا أحد يستطيع أن يحددها ويُنبأ عنها بسهولة.

أنا أعتقد وأكرر ذلك أن تتوكلي على الله، وأن تُقدمي على هذا الزواج، وأسأل الله تعالى أن يبارك لك فيه، وأن يرزقك الذرية الصالحة. لا تدخلي في هذه المتاهات.

تخوفاتك لها مبرراتها أنا لا أتجاهلها أبدًا، لكن أعتقد أن الأغلب والأرجح والأفضل - وإن شاء الله - الأنفع هو الإقدام على الزواج، وعليك بالاستخارة ففيها خير كثير جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات