الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وتغير في الحالة المزاجية، ما هو أحسن علاج لذلك؟

السؤال

أحب أن أستفسر عن عقار التريلبتال في تثبيت الحالة المزاجية، هل حقا يستخدم كذلك؟ وما هي الجرعة المستخدمة؟ وإلى أي مدى، وإذا لم يكن فما هي مثبتات الحالة المزاجية؟ حيث أنني أعاني من اكتئاب وتغير مبالغ فيه في الحالة المزاجية، وأستخدم اليفوكسر 75 حبة يوميا، وشعرت بتحسن -الحمد لله- وإلى أي مدى أستطيع تناول الايفوكسر، وما هي جرعة التوقف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hend حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمزاج من الناحية التشخيصية قد يكون مكتئباً وقد يكون منشرحاً، وقد يكون متوازناً، وقد يكون متغلباً وقد يكون مختلطاً، هذه الحالات تتفاوت، لا يقيمها إلا الطبيب المقتدر، وسؤالك حول هذا العقار، الذي يسمى باسم التريلبتال والاسم واضح أنه اسم تجاري، ربما يكون اسم معمول به في مصر، وأنت -الحمد لله- صيدلانية.

الدواء أعتقد أنه امتربتلين Amtriptyline والذي يعرف باسم ربتزول Tryptizol وهذا اسمه التجاري الشائع، وإذا كان الدواء فعلاً الامتربتلين أقول لك إن هذا دواء مضاد للاكتئاب، ولا يعتبر من مثبتات المزاج، ومثبتات المزاج يأتي على رأسها عقار ليسيما، وهذا لا يستعمل بالطبع إلا في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

هنالك أيضا أدوية أخرى تستعمل في تثبيت المزاج، منها تقراتول ودبكين ولامكتال ونيورتين، ولكل جرعته والحالات المزاجية التي يستعمل فيها.

أنت الآن تتناولين عقار إفكسر، وعقار إفكسر لا يعتبر مثبتا للمزاج، إنما هو محسن للمزاج، أنت شعرت الآن بتحسن، -والحمد لله- على ذلك، والتحسن الذي وصلت له إذا كان تحسناً متوازياً ومعقولاً فأقول لك إن جرعة (75) مليجرام هي جرعة جيدة، ولا تعتبر جرعة كبيرة، حيث أن هذا الدواء يمكن تناوله حتى (300) مليجرام في اليوم، لكن إذا كان هذا التحسن تتخلله نوبات انشراحيه فهنا قد تكون الاشكالية موجودة، وتتطلب مراجعة العلاج، ويفضل أن تنتقلي إلى مثبت حقيقي للمزاج، لأن الإفكسر يعاب عليه أنه قد يخرج الإنسان من القطب الاكتئابي، ويدفعه نحو القطب الانشراحي، وكلاهما سيء.

الانشراح الزائد ليس طيبا من الناحية الاجتماعية، والاكتئاب لا شك أنه محزن لصاحبه، فأقول لك يجب أولاً أن يكون هنالك استبصار تام عن تشخيص حالتك، وأعتقد أنك لو تواصلت مع إحدى الزميلات الطبيبات الزميلات النفسيات أو طبيبا نفسيا، هذا سوف يكون أمراً جيداً -والحمد لله- وأنت تعملين في المحيط الطبي، ولن تجدي صعوبة في ذلك، إذا كان الأمر اكتئاب أحد القطبية فالإفكسر عقار جيد جداً، ولا داعي التريلبتال، وهو (امتربتلين).

أما إذا كان الأمر يتعلق بتغلب حقيقي في المزاج، فهنا ربما تحتاجين إلى أحد مثبتات المزاج، البعض يضيف عقار لامكتال للإفكسر إذا كان القطب الاكتئابي أقوى من القطب الانشراحي.

عموماً لا أريد أن أعقد لك الأمور، ولكن أقول لك إن حالتك بالفعل تستحق المباشرة والمراجعة الطبية المباشرة، هذا لا يعني أننا نريد أن نجحد عليك بأي معرفة أو شيء يفيدك، لكن نذكر لك هذا من قبيل التناصح، ونحن على استعداد التام بأن نتقبل ونستقبل استفساراتك في أي لحظة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً