الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلصت من الوساوس وبقي النعاس وعسر المزاج.

السؤال

السلام عليكم

كنت قد استشرتكم سابقا (2125702)، ووصلني منكم الرد مشكورين, وقد استفدت من الدواء المذكور من ناحية أنني لم أعد أعاني من الأفكار السيئة والوساوس، إلخ، لكنني لم أستفد من ناحية عسر المزاج والكآبة بعد شهر من الاستعمال، وأفكر أن أوقف الدواء؛ لأنه يسبب لي النعاس عندما كنت أتناوله في الصباح، فصرت أتناوله في المساء، ولكنه سبّب لي أيضا عدم رغبة جنسية؛ حيث إني لم أقترب من زوجتي ولا مرة خلال شهر من استعمال الدواء، ومزاجي سيء، كما تنتابني مشاعر متضاربة من اليأس من الحياة، وعدم الشعور بطعم الحياة، وأنني غير مهم في هذه الحياة، إلخ.

أرجو إفادتي ماذا أفعل، هل أوقف الدواء أم ماذا؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي -الفاضل الكريم-: أنا لازلت مقتنعاً أن حالتك هي نوع من القلق الاكتئابي، وليس أكثر من ذلك، بالرغم من الأفكار السيئة، وهذا العسر المزاجي الذي يلازمك، إلا أن الحالة -بفضل الله تعالى- ليست اكتئابا مطبقاً، -فيا أخي-: أنا أريدك أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وأن تغير من نمط حياتك كما ذكرت لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فمادام السبرالكس سبب لك صعوبات ومشاكل، -فيا أخي-: توقف عنه؛ لأن الإنسان حين يبني مشاعر سلبية نحو الدواء -حتى وإن كان مفيداً- أعتقد أن التفسير النفسي السلبي ستكون له تبعاته، وسوف يضعف إرادة التحسن لديك، فيا أخي الكريم: توقف عن السبرالكس، لكن يجب أن يكون هذا بشيء من التدرج، فإن كانت الجرعة (10) مليجرامات خفضها إلى (5) مليجرامات، أي نصف حبة، وتناولها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها (5) مليجرامات يوماً بعد يوم لمدة عشر أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

من الأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي هذا هو الأحوط والأفضل، إن لم تستطع أن تقابل الطبيب، فبجانب الإرشادات السلوكية التي ذكرناها لك أقول لك: الآن يوجد علاج مضاد للاكتئاب جيد جداً، أعتقد أنه متوفر في الأردن، وهذا الدواء دخل أسواق أوروبا منذ عامين تقريباً، الدواء يعرف باسم فالدوكسان، ويتميز هذا الدواء أنه لا يسبب أي صعوبات جنسية، ولا يؤدي إلى النعاس، ولا يزيد الوزن، جرعة الفالدوكسان هي (25) مليجراما ليلاً، العرض الوحيد الذي قد يسببه لك هو شعور بسيط بالغثيان، في الأسبوع الأول من العلاج، وهذا يمكن التخلص منه بشيء من الصبر، وكذلك تناول الدواء بعد الأكل.

فعالية الفالدوكسان تبدأ دائماً بعد أسبوعين إلى ثلاثة من تناوله، وفي حالة عدم الاستجابة لجرعة (25) مليجراما ترفع الجرعة إلى حبتين ليلاً بعد شهر من بداية العلاج، وبعد ذلك يرجع الإنسان إلى حبة واحدة ليلاً أي (25) مليجراما حين يصل التحسن إلى قمته، أو إلى درجة معقولة.

فيا أخي: أن تنتقل إلى دواء آخر ربما يكون هذا هو الحل، مع الأخذ بالإرشادات الأخرى، وإن تمكنت وقابلت الطبيب النفسي فهذا أيضا أفضل وأحوط.

والحمد لله هم كثر في الأردن، أرجو أن يصلك ردنا بالسرعة المطلوبة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً