الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهي المدة المناسبة لعلاج السبرالكس وما اثاره الجانبية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة 2126388 الحمد لله على كل حال، لكن يؤسفني أن أخبرك أن الحالة ساءت بعد الأربعين، وتطورت إلى تفكير ووسواس مستمر في حقيقة الحياة، فدائما أسأل نفسي ماذا تعني كلمة حياة؟ وماذا يعني الموت؟ وماذا؟ وماذا؟ لدرجة حتى أنا نفسي لم أعد أفهمها وأقول ماذا يعني أنا؟

كرهت الحياة وأراها سوداء لا تستحق العيش فيها، فعندما أنظر للناس يخططون للتعليم والسفر وشراء الجديد والطلعات والضحك أقول أغبياء، وما قيمة هذا كله ونحن سنموت؟ حتى الأكل لا قيمة له إذا كنا سنموت يوما ما، ولكن عندما أقرأ في القرآن آيات عن النكاح والأكل والشرب والآداب العامة، أعلم أن لهذه الحياة متع ولها قيمة.

أخذني زوجي إلى الطبيب، وقال بأنه اضطراب مزاجي بعد الولادة، وصرف لي السيبرالكس و lexotanil 3mg، على أن أستخدم الأخير لمدة أسبوع فقط وأستمر على السبرالكس، وبعد أخذ الدواء تحسنت، ولكن بعد الأسبوع وعند إيقاف الليكسوتنيل تعبت قليلا، ولكن بعد هذا استقرت الحالة.

لكن يا دكتور لازالت أفكاري عن الموت مستمرة، وأكره الحياة، وأحيانا أشعر بخوف لدرجة أن بطني يؤلمني، والتفكير لا ينقطع أبدا ما دمت مستيقظة، مع العلم أن التفكير في حقيقة الحياة والإحساس بالغرابة حتى من نفسي قد خف قليلا - والحمد لله - لكنه شعور مؤلم على أية حال، والآن أنا أوقفت الرضاعة، ومستمرة على السبرالكس 10 جم.

سؤالي: إلى متى أستمر عليه؟ وكيف أزيد أو أنقص الجرعات؟ وهل عند تركه تعاودني الأعراض؟ وهل هذا الدواء يسبب سمنة بنفسه أم يفتح الشهية؟ لأني لا أريد أن أسمن، فسبب اكتئابي في الحمل هو سمنتي وتشوه شكلي، وهل من الممكن أن تتغير طريقة تفكيري وأعود طبيعية وأنسى؟ أم أنها ستظل عالقة في ذهني؟

شكرًا للموقع، وأثابكم الله عليه، لما فيه من تخفيف عن المسلمين المبتلين، وأعتذر عن الإطالة، ففكري مشوش.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونشكر زوجك الكريم على أن قام بالمبادرة الطيبة والإيجابية واتخذ الخطوة السليمة وذهب بك للطبيب، وأنا أتفق مع الأخ الطبيب الذي ذكر لك أنك تعانين من اضطراب مزاجي بعد الولادة، وهذه حالة معروفة، وهي - إن شاء الله تعالى - قابلة للعلاج، وبصورة ممتازة جدًّا.

الإجراءات التي اتخذها الطبيب إجراءات صحيحة وسليمة، فقد قام مشكورًا بإعطائك اللوكستونين لفترة قصيرة، حيث إنه دواء فاعل، بل هو سريع الفعالية، لكن التمادي في تناوله ربما يؤدي إلى التعود، لذا حدد لك الطبيب مدة العلاج، وفي ذات الوقت قام مشكورًا بوصف السبرالكس، وهو العلاج الذي أرى أنه سوف يفيدك كثيرًا - بإذن الله تعالى - والذي يتطلب الصبر قليلاً حتى يتم البناء الكيميائي.

فالحمد لله تعالى أنت على الطريق الصحيح فيما يخص العلاج، وأيضًا اتخذت الخطوة الطيبة والجميلة وهي التوقف عن الرضاعة، وهذا يعطيك حرية كاملة لأن تتناولي الجرعة العلاجية الصحيحة من السبرالكس، والتي أعتقد أنه يجب أن تصل إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، والاستمرار على العشرة مليجرام لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وكوني على تواصل مع طبيبك، وبعد ثلاثة أشهر مثلاً يمكن أن يرجع الطبيب الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا، وهذه تستمرين عليها أيضًا لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم إلى خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى.

هذه أحد الطرق التي يتم التعامل بها مع هذا الدواء، فهنالك جرعة بداية، وجرعة تمهيدية، وجرعة علاج، وجرعة مواصلة، وجرعة وقاية، ثم جرعة توقف تدريجي، هذه منهجية معروفة كما ذكرت لك، لكن من الواضح أن طبيبك أيضًا مقتدر، فإن وجّه لك أي توجِهات أخرى أرجو أن تتبعيها.

بالنسبة لسؤالك: إلى متى أستمرعليه؟ أعتقد أننا قد حددنا ذلك، لكن رأي الطبيب المعالج يجب أن لا نهمله أبدًا، وأوضحنا لك أيضًا طريقة زيادة ونقص الجرعات.

سؤالك: هل عند تركه تعاودني الأعراض؟ - إن شاء الله تعالى - لن تعاودك، واسعي أنت لتعزيز التحسن من خلال التفكير الإيجابي - فهذا مهم جدًّا – إدارة الوقت بصورة صحيحة، تغيير نمط الحياة، وبالطبع الالتزام بالعبادات خاصة الصلاة في وقتها والدعاء، هذه كلها معينات علاجية كبيرة.

بالنسبة لسؤالك: هل الدواء يُسبب سُمنة بنفسه أم يُفتح الشهية؟ الدواء لا يسبب سُمنة بنفسه، لكنه قد يؤدي إلى زيادة في الشهية لدى بعض الناس، والبعض يحس بشراهة نحو الحلويات، لكن الإنسان حين يُدرك هذه الحقيقة ويسعى للتحكم في ذاته أعتقد أن زيادة الوزن لن تحدث، لكن بالطبع الإنسان الذي يهمل ويتابع شهواته في الأطعمة، وكذلك الذين لديهم تاريخ أسري للسُّمنة ربما تحدث لهم زيادة في الوزن، فلا تنزعجي لهذا الأمر، لأن حوالي ستين بالمائة من الذين يتناولون السبرالكس لا تحدث لهم زيادة في الوزن، أما الأربعين بالمائة فتحدث لهم هذه.

وفي حالة الزيادة الكبيرة في الوزن أو أن الإنسان لم يستطع أن يتحكم في نفسه هنالك آليات علاجية أخرى من إضافة دواء مثل التوباماكس، البعض يقوم بذلك، والبعض يتناول الدواء الذي يعرف باسم «جلوكفاج» وهو منظم للسكر.

فهنالك وسائل كثيرة لكن ما هو طبيعي أفضل، وهو التحكم في الطعام، وفي أنواعه، وكميته، ووقت تناوله، فتناول الطعام ثم النوم من بعدها ليس صحيحًا، كما أن وجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة، هذه كلها إجراءات تساعد في التحكم في الوزن، ولا شك أن الرياضة ذات قيمة فاعلة جدًّا.

وأنا على ثقة أن طريقتك في التفكير سوف تتغير وسوف تعودين إلى وضعك الطبيعي، فأنت لديك أشياء جميلة في الحياة، فلديك الذرية الصالحة، والزوج الصالح، وإيجابيات أخرى كثيرة، نسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً