الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يرفض أن أرتبط بفتاة اخترتها من غير أسباب؛ فكيف أقنعه؟

السؤال

أبي يرفض أن أرتبط بفتاة أنا اخترتها, وإن سألته عن الأسباب يقول لي بأنه غير مرتاح، وإن سألته عن السبب يقول لي: هكذا فقط, لا يوجد أي سبب آخر.

وأنا على هذا الحال منذ 10 أشهر، أفيدوني: كيف أستطيع أن أقنعه؟ وأنا لا أطلب إلا الحلال, والسترة لأعصم نفسي من المعصية, حاولت الكثير, تحدثت مع عمي، ومع خالي، وأيضا مع جدتي التي هي أمه، ولكن لم يتغير رأيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود إبراهيم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك في موقعك استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.

لا شك -أيها الحبيب- أن نظر الوالد في الغالب يكون أسد من نظر الولد, وأقرب إلى المصلحة، فإنه أكثر خبرة بالحياة, ومعرفة بالناس، ويقترن بهذه الخبرة والمعرفة الحب للولد, والحرص على مصلحته، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تأخذ وجهة نظر والدك مأخذ الجد، وأن تعرف بأنه قد يكون هناك أسباب لا يريد, أو لا يحب إبدائها لك، وقد أحسنت باتخاذك الوسائل الحكيمة لمحاولة إقناعه، ولا بأس بأن تكرر هذه الوسائل، وأن لا تيأس من إقناع الوالد، وتستعين بكل من له كلمة مسموعة عنده، وإن لم يكن من الأقارب، ومن المستحسن في هذه الحالة أن تبين له المحاسن في الأسرة التي اخترت منها هذه الفتاة، وتبيّن له نسبهم، والجوانب التي دعتك لاختيار البنت منهم، ونحو ذلك، فلعل في هذا النوع من الطرح إقناعا له، فإذا أصر على الرفض فنصيحتنا لك أن تدرك بأن ما قدره الله عز وجل من صرفك عن هذه البنت قد يكون هو الخير والمصلحة لك، وإن كان على خلاف هواك، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فانزل عند رغبة والدك، وابحث عن فتاة متدينة تصلح لك, ممن يقع التوافق عليها بينك وبين أسرتك؛ فإن الزواج بهذه الطريقة أهنأ عيشًا, وأدوم سعادة، بخلاف إن تزوج الشخص من امرأة لا يقره عليها الوالدان، فإن الحياة الزوجية محفوفة بكثير من المشكلات، مع الخوف من الوقوع في معصية الله تعالى بعدم بر الوالد.

ونحن على ثقة -أيها الحبيب- أن الفتيات اللاتي سيقع عليهنَّ رضى الوالد, ويقع عليهنَّ أيضًا حسن اختيارك كثيرات، يحتاج الأمر منك أن تتغلب على هواك, وأن تعرف بأن ما يُقدره الله عز وجل لك خير مما تختاره أنت لنفسك، فاستعن بالصالحين من الأصدقاء، واستعن بالأهل للتعرف على الفتيات الصالحات، واظفر بذات الدين، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، حين قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان, ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً